قال تعالى: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ * بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ﴾. تحقّق تأويلها يوم بدر حين دعا النبي ﷺ: «اللهم أنجز لي ما وعدتني»، فنزل: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ﴾ فانهزم المشركون. وسنّة الله ماضية: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا﴾. وهكذا كانت عاقبة طغيان أهل مدين إذ بخسوا المكيال والميزان وقطعوا السبيل، فأخذتهم الصيحة والرجفة والظلة حتى ﴿فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ﴾. واليوم وإن اجتمع الأعداء، فالعاقبة للمؤمنين الثابتين الذين يعدّون العدّة ويتوكلون على الحيّ القيوم، وكلمة الله هي العُليا.
«لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ»
المؤمن إذا آمن بعظيم بصر الله اطمأن قلبه وتوكل على ربه الذي يرى كل شيء، فيحسن عمله ويستحي أن يراه الله على معصية.