عنوان الخطبة: المحجة البيضاء.
عناصر الخطبة:
١- العلم شرط لصحة العقيدة.
٢- من أعظم خصائص العقيدة الإسلامية البيان والوضوح.
٣– معنى وضوح العقيدة الإسلامية وأثره.
٤- غموض العقائد المنحرفة وأثره.
الحمدُ للهِ الحقِّ المبينِ، أنزلَ كتابَهُ نورًا وهُدىً للعالمينَ، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، بلَّغَ البلاغَ المبينَ، صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ.
أمَّا بعدُ، فاتّقوا اللهَ عبادَ اللهِ حقَّ التقوى، وراقبوهُ في السِّرِّ والنَّجوى، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾.
عَبْدَ الله!
أتَدري ما آخِرُ فِتْنَةٍ تُعْرَضُ عَلَى الـمُؤْمِنِ؟
إنّها تكونُ عندما «يوضَعُ في قبرِه، ويأتي إليهِ مَلَكانِ، فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: رَبِّيَ اللَّهُ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: دِينِيَ الإِسْلَامُ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا هَذَا الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟ فَيَقُولُ: هُوَ رَسُولُ اللَّهِ، فَيَقُولَانِ لَهُ: وَمَا عِلْمُكَ؟ فَيَقُولُ: قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ وَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ». مسند أحمد (١٨٨٣٢)، وصححه الألباني في أحكام الجنائز (١٠٨). (١)
نعم ستُسأَل: مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ؟ أي برسول الله ﷺ، فَيَقُولُ المُؤْمِنُ: «هُوَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، جَاءَنَا بِالبَيِّنَاتِ وَالهُدَى، فَأَجَبْنَا وَاتَّبَعْنَا، فَيُقَالُ: نَمْ صَالِحًا قَدْ عَلِمْنَا إِنْ كُنْتَ لَمُوقِنًا بِهِ». صحيح البخاري (٨٦)، وصحيح مسلم (٩٠٥). (٢)
عِبادَ الله:
إنَّ العقيدةَ لا تنفعُ عندَ اللهِ دونَ معرفةِ معناها واعتقادِ صدقِها واليقينِ بها، معَ الإقرارِ والقَبولِ والإذعانِ، وهذا لا يمكِنُ أن يُحصِّلَهُ العبدُ إلا مِنِ اعتقادِ حقٍّ واضحٍ لا التباسَ فيهِ ولا غموض.
إنَّ مِن أعظمِ خصائصِ عقيدةِ الإسلامِ البيانَ والوضوحَ، فهذهِ العقيدةُ الصّحيحةُ قد بيَّنَها اللهُ سبحانهُ في كتابِهِ وسُنّةِ نبيِّهِ ﷺ أعظمَ البيانِ وأوضحَهُ.
أتدري معنى وضوحِ العقيدةِ؟
هو أن تكونَ جَلِيّةً صافيةً، لا غموضَ فيها ولا التباسَ، ألفاظُها سَلِسَةٌ، ومعانيها ظاهرةٌ، يسيرةُ الفهمِ، لا يصعبُ تعلُّمُها ومعرفةُ دلائلِها، عقيدةٌ لا سَفسطَةَ فيها ولا إبهامَ، ولا تعقيدَ ولا ضبابيّةَ.
ليسَ فيها دَهَاليزُ أو ألغازٌ، ولا لها باطنٌ يخالفُ الظاهرَ، أو شيءٌ لا يُقصَدُ معناهُ، فإنَّ العقيدةَ أصولٌ يقينيّةٌ تُعقَدُ عليها القلوبُ، لتكونَ الشجرةَ المباركةَ المثمِرةَ لكلِّ خيرٍ.
عقيدةٌ يفهَمُها بأدلَّتِها وبراهينِها الخلقُ كافّةً، يسيرةٌ على الصبيِّ والأمّيِّ، تُخاطبُ العقولَ والقلوبَ دونَ تكلُّفٍ، فمَا إنْ يَسمعُ العربيُّ كتابَ اللهِ يُتلى عليهِ حتى يعِيَ المطلوبَ منهُ، ويَدخُلَ الحقُّ إلى قلبِهِ.
إنَّ الذي تولَّى بيانَ هذهِ العقيدةِ هو ربُّ العالمينَ، في كتابٍ مُبينِ، وبلَّغَها نبيُّهُ ﷺ البلاغَ المبينَ.
لقد أنزلَ اللهُ كتابَهُ برهانًا وضياءً، يُخرِجُ بهِ عبادَهُ من الظُّلُماتِ إلى النُّورِ، ويهديهِم إليهِ صراطًا مستقيمًا، فجعلهُ آياتٍ بيِّناتٍ، وحقًّا ظاهرًا مُحكَمًا مُفصَّلًا، لا ترى فيهِ عِوَجًا ولا لَبْسًا.
قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا[النساء: ١٧٤].
وقال جلّ وعلا: قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [المائدة: ١٥-١٦].
وقال سبحانه: كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ[فصلت: ٣].
وهذا البيان والوضوح هو سبيلُ كلِّ الرسل في البلاغِ عن الله.
قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ[إبراهيم: ٤].
وقال سبحانه: وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ[فاطر: ٢٥].
لقد طمَسَ شياطينُ الإنسِ والجنِّ فِطَرَ أكثرِ النّاسِ وأضَلُّوهم عن الصِّراطِ، حتى عَمُوا عن اللهِ، فكفَرَ بهِ من كفرَ، وأشركَ بهِ من أشركَ، فقضَى اللهُ أن يَهديَ جَميعَ خلقِه ويُرشِدَهم، بدلالةٍ وبَيانٍ تقومُ بهِ الحُجَّةُ، وينقطعُ معَهُ العذرُ، قال تعالى: إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى [الليل: ١٢].
ولذلكَ قامَ النبيُّ ﷺ أعظمَ القيامِ بتمامِ بيانِ القرآنِ، إذ أوحى اللهُ إليهِ السُّنَّةَ بيانًا وهدىً، فكانتْ نورًا على نورٍ. قال تعالى: وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ[النحل: ٤٤].
عَاشَ ﷺ بينَ الصَّحابةِ يُبيِّنُ لهم ما قد يُشكلُ عليهم، يَدعوهم إلى السؤالِ والتعلُّمِ والفقهِ في دينِ اللهِ.
كان يقول ﷺ لأصحابه: «لاَ تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا بَيَّنْتُ لَكُمْ». صحيح البخاري (٧٠٨٩). (٣)
يُـجيبُهم بلسانٍ عربيٍّ مُبين، لا تَشَدُّقَ فيه ولا تَقعير، كلامٍ جليّ يفهمُه الصغير والكبير.
تقول أمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «كَانَ كَلَامُ رَسُول اللَّهِ ﷺ كَلَامًا فَصْلًا يَفْهَمُهُ كُلُّ مَنْ سَمِعَهُ». سنن أبي داود (٤٨٤١)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (٢٠٩٧). (٤)
عبادَ الله:
لقد أكملَ اللهُ دينَهُ، وأحسنَ بيانَهُ، ولم يَقبِضْ نبيَّهُ ﷺ حتى أكملَ بلاغَ الرسالةِ.
قال سبحانه: وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ[النحل: ٨٩].
ويقول أبو ذَر رضي الله عنه: «تَرَكَنَا رَسُولُ اللهِ ﷺ وَمَا طَائِرٌ يُقَلِّبُ جَنَاحَيْهِ فِي الهَوَاءِ إِلَّا وهو يُذكِّرُنا مِنه عِلمًا»، وَقَالَ ﷺ: «مَا بَقِيَ شَيْءٌ يُقَرِّبُ مِنَ الجَنَّةِ، ويُبَاعِدُ مِنَ النَّارِ؛ إِلَّا وَقَدْ بُيِّنَ لَكُمْ». المعجم الكبير (٢/١٥٥)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (١٨٠٣). (٥)
لقد تركَ النبيُّ ﷺ أُمّتَهُ على الـمَحجَّةِ -وهي السبيلُ المستقيمُ-، مَحجَّةٍ بيضاءَ واضحةٍ نقيّةٍ، لا يَضِلُّ عنها إلّا فاسدُ القلبِ متَّبِعٌ لهوَاهُ.
قال ﷺ: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى البَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ». مسند أحمد (١٧١٤٢)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٩٣٧). (٦)
أخبرني بربِّكَ؛ أيُّ وضوحٍ وبيانٍ أعظمُ من كلامِ اللهِ عن نفسِه؟
تقرأُ القرآنَ، فتعلمُ ربَّكَ وكمالَه، يدلُّكَ سبحانهُ عليه، وعلى أنَّهُ ربٌّ أحدٌ لا مثيلَ لهُ ولا نِدَّ، له الأسماءُ الحسنى، لم يلدْ ولم يولَدْ، له الكمالُ والجلالُ والجمالُ كلُّه، تنزَّهَ عن النقائصِ والعيوبِ، حيٌّ قيومٌ، سميعٌ بصيرٌ، عليمٌ حكيمٌ، عزيزٌ رحيمٌ.
هو الذي خلقَ وبرأَ، يُحيي ويُميتُ، ويدبِّرُ الأمرَ، يُعطي ويمنعُ ويخفضُ ويرفعُ، ليس لأحدٍ من خلقِهِ مثقالُ ذرةٍ من مُلكٍ ولا حُكْمٍ، فعّالٌ لما يريدُ، أعظمُ من كلِّ شيءٍ، مستوٍ على عرشِهِ فوقَ سماواتِهِ، أحاطَ بكلِّ شيءٍ رحمةً وعلمًا.
تقرأُ أعظمَ آيةٍ من كتابِ اللهِ -آيةَ الكرسيِّ- فتعرفُ ربَّكَ بعَظَمتِهِ وإلاهيَّتِهِ التي لا يستحقُّها إلا هو، وتقرأُ سورةَ الإخلاصِ فتعرفُهُ بأَحَدِيَّتِهِ وصَمَديَّتِهِ لا إلهَ إلا هو.
بيَّنَ اللهُ في كتابِهِ أصولَ الإيمانِ، وأقامَ عليها البراهينَ التي يَعِيها العُقَلاءُ، ولا يدفعُها إلّا معانِدٌ، بيَّنَها بيانًا واضحًا بعيدًا عن الخرافاتِ والتُّرَّهاتِ.
وكما بيَّنَ سبحانهُ الصراطَ المستقيمَ والحقَّ والهُدى، فقد بيَّنَ سُبُلَ الشياطينِ والعقائدَ المنحَرِفةَ، وأسبابَ ضلالِهِم، ببيانٍ شافٍ كافٍ، وقال: وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ[الأنعام: ٥٥].
ضلّ المشركون، فقال فيهم: وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا[الفرقان: ٣].
وضلّ النصارى في عيسى -عليه السلام- فقال سبحانه ردًّا عليهم: إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ[آل عمران: ٥٩].
حدَّث النبي ﷺ أصحابَه وأُمَّتَه عن الدَّجَّالِ الأَعوَر، فقال: «إِنَّ مَسِيحَ الدَّجَّالِ رَجُلٌ قَصِيرٌ أَفْحَجُ جَعْدٌ، أَعْوَرُ مَطْمُوسُ العَيْنِ لَيْسَ بِنَاتِئَةٍ وَلاَ جَحْرَاءَ، فَإِنْ أُلْبِسَ عَلَيْكُمْ، فَاعْلَمُوا أَنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَأَنَّكُمْ لَنْ تَرَوْنَ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَتَّى تَمُوتُوا». سنن أبي داود (٤٣٢٢)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٢٤٥٩). (٧)
وهكذا لا تقرأُ القرآنَ وسُنّةَ النبي ﷺ حتى يتَّضِحَ السَّبيلُ بعظيمِ الحُجّةِ وتَمامِ البيان، فماذا بعدَ الحقّ إلّا الضلال؟
باركَ اللهُ لي ولكُم في القرآنِ العظيمِ، ونَفَعني وإيّاكم بما فيهِ من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ، وأَستغفرُ اللهَ لي ولكُم فاستغفِروهُ، إنَّه هو الغَفورُ الرّحيمُ.
الخطبة الثانية
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
يا عبادَ الله:
إنَّ الأممَ التي ضلَّت عن اللهِ بالعقائدِ المنحرفةِ لم تُقدِّمْ لأتباعِها إلَّا كُلَّ مجهولٍ غامِضٍ، ومُضطربٍ متناقِضٍ، شعارُ كبارِهم لسُفَهَائِهم: اعتقِد وأنتَ أعمَى! يُصرِّحونَ لهم: إنَّ عقائدَنا سِرٌّ ليس عليكمْ أنْ تفهموهُ، بل عليكمْ أنْ تتقبَّلوهُ!
يُحدِّثونَهم عن اللَّاهوتِ المختَلِطِ بالنّاسوتِ، وعن ثالثِ ثلاثةٍ، وعن إلهٍ تجسَّدَ بشريًّا، أو عن إنسانٍ عاجزٍ فقيرٍ، يملكُ التصرُّفَ مع الربِّ الغنيِّ القديرِ، أو عن أمواتٍ أجسادُهم بَلِيَتْ في القبورِ، خوَّلهمُ اللهُ تدبيرَ جميعِ الأمورِ! فإنْ سألَ المساكينُ: أنّى ذلك؟ أمعقولٌ هذا؟ قالوا لهم: منِ اعترضَ انطردَ من الملَكُوتِ، فإنَّ فَهْمَ ذلكَ حِكْرٌ على الأصفياءِ! فما أسوأَ الجهلَ والغباءَ!
أو يُحدِّثونَهم عن مادَّةٍ وُجدتْ من العدَمِ بلا موجِدٍ! وحياةٍ خُلقتْ من المادَّةِ بلا خالِقٍ! وإبداعٍ في التّصميمِ والاتِّزانِ بلا مُبدعٍ! وكَونٍ مُنتظِمٍ وحياةٍ عَجِيبَةٍ صَنَعَتْها العشوائيَّةُ! وإنسانٍ يسعى ويُفكِّرُ، كلُّ ما في الكونِ لهُ مُسخَّرٌ، ولكنَّهُ يعيشُ بلا شريعةٍ ولا مصيرٍ ولا غايةٍ!
وصدقَ اللهُ إذ يقول: وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ[البقرة: ١٧١].
إنَّ وضوحَ الإِسلامِ في عقيدتِه، وفي جوابِهِ عن سؤالاتِ النَّفسِ وأطروحاتِ العَقلِ يُثمِرُ الطُّمَأْنينةَ والثَّباتَ، وإنَّ غموضَ العقائدِ الكُفريَّةِ يُورِثُ الحَيْرةَ والاضطرابَ والشِّقاقَ.
فاللهمَّ ثبِّتنا على الإيمانِ، واشرحْ صدورَنا باليقينِ، ولا تُزِغْ قلوبَنا بعدَ إذْ هدَيتَنا.
اللهم نجِّ عبادَك المستضعَفين في غزّةَ وفي كلِّ مكان، وفرِّج عن المكروبينَ مِنَ المؤمنين، وانصُر عبادَك الموحِّدِين على الصَّهَايِنَةِ الـمُجرمِين.
اللّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلِحْ أئمّتَنا وُولاةَ أمورِنا، واجعل وِلايتَنا فيمن خافَكَ واتّقاكَ واتّبعَ رِضاك.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.