خطبة (بين الغُثائية والغيث)

خطبة (بين الغُثائية والغيث)

داء الغُثائية ودواؤه

عنوان الخطبة: (بين الغُثائية والغيث) داء الغُثائية ودواؤها.

عناصر الخطبة:

١-  حقيقة الغُثائية.

٢- المؤمن كالغيث.

٣- أعداء الأمة يعملون.

٤- صفوف المسلمين ثلاثة.

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ الغفورِ الشَّكورِ، يُحبُّ معاليَ الأمورِ، ويَجزي العاملينَ أعظمَ الأجورِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه، صلى اللهُ وسلَّمَ عليه صلاةً وسلامًا دائمينِ إلى يومِ النشورِ. 

أما بعدُ، فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ حقَّ التقوى، وراقبوهُ في السرِّ والنجوى،  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.

عبادَ الله:

هل يمكن أن يكونَ المؤمنُ فتنةً للكافرِ؟

يأتيك الجوابُ من دُعاءِ الخليلِ إبراهيمَ عليهِ السلامُ ومَن آمنَ معه، حيث قالوا: رَبَّنَا ‌لَا ‌تَجْعَلْنَا ‌فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا[الممتحنة: ٥].

يسألُ إبراهيمُ الخليلُ وأصحابُه ربَّهم ألا يكونوا فتنةً للكُفّار، فما معنى أن يكونَ المؤمنُ فتنةً للكافر؟ 

معنى الدُّعاءِ؛ أي: ربَّنا لا تُظهِرِ الكُفّارَ علينا وتَجْعلْهُم يَغلبونَنا فيُفتَتَنوا بذلك، حين يرَونَ أنَّهُم إنما ظهروا علينا لِكَوْنهم على الحقِّ دونَنا. 

إنَّ غلبةَ الكُفارِ للمؤمنينَ وظُهورَهُم عليهِم فتنةٌ لهم؛ إذ تُسوّلُ لهم أنفسُهم والشياطينُ أنَّ غلبتَهم إنما لِحَقِّهم، ولولا ذلكَ ما كانت لهم الغلبةُ.
 

عباد الله:

يقول النبي ﷺ: «يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا»، فَقَالَ قَائِلٌ: "وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟"، قَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ»، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الدُّنْيَا، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ». سنن أبي داود (٤٢٩٩)، وصححه الألباني بطريقيه في السلسلة الصحيحة (٩٥٨). (١)

الأممُ مِن الشَّرقِ والغربِ، اليهودُ والنصارى والملاحدةُ والهِنْدوسُ والمجوسُ تجمَّعوا مِن جَنَباتِ الأرضِ على المسلمين، لا يتَّفقونَ إلا على ذلك، صار المسلمونَ لُقمةً سائغةً، تُراقُ دِماؤُهم، وتُنْتَهكُ أعراضُهم، وتُسرقُ أموالُهم، وتُستباحُ ديارُهم. 

رَغْمَ أنَّ عددَ المسلمينَ اليومَ يقرُبُ من مِليارَيْ مسلمٍ، وهم رُبعُ سكانِ العالمِ، إلا أنَّنا صِرنا كالأيتامِ على موائدِ اللئامِ، لا نُهابُ ولا يُجعلُ لنا قَدْرٌ. 

إنَّ اللَّفْظةَ التي تصفُ حالنا بدِقَّةٍ هي التي عبَّرَ بها الصّادقُ المصدوقُ ﷺ، ألا وهي الغُثائيَّةُ. 

ماذا تَعني الغثائيَّةُ؟ 

هل رأيتَ يومًا الماءَ يجري في السَّيلِ، يحملُ فوقَهُ تلكَ الحشائشَ الخفيفةَ وذلكَ القَشَّ اليابسَ المتفرِّقَ، فيُلقِيهِ يَمنةً ويَسرةً، لا وزنَ لهُ، ولا قيمةَ؟. 

هكذا هي الغثائيةُ، مجموعُ أوصافٍ تُنْبئُك عن حقيقتِها. 

أعدادٌ غفيرةٌ، لكنَّها كالقَشِّ اليابسِ، أعوادٌ متفرقةٌ، ضعيفةٌ، خفيفةُ القَدرِ والوزنِ، لذا استطاعَ السيلُ أن يحملَها ويُلقيَها على جوانبِهِ بكلِّ يُسرٍ، ويُكملَ سَيرَهُ ملتهمًا ما في طريقِهِ. 

هكذا هي الغُثائيةُ التي نَعيشُها، أمَّةٌ متفرِّقةٌ، فَرَّقَتها القَومياتُ، والنَّعَراتُ، والعَصبيَّاتُ، والطَّائفيةُ الجاهليةُ. 

رَغمَ الأعدادِ الهادِرةِ، والثَّرَواتِ المُهدَرةِ، إلا أنَّ الخِفّةَ هي شِعارُ المرحلةِ، الخِفّةُ في الأفكارِ والتَّصوُّراتِ، والخِفّةُ في الرؤى والاهتِماماتِ، والخِفّةُ في العقولِ والغاياتِ، والخِفّةُ في النَّتائجِ والثَّمراتِ. 

خفّةٌ تجعلُ الأنظارَ تقتَحِمُنا بلا مهابَةٍ، بعدَ أن كُنَّا سادةَ الدُّنيا وأصحابَ القرارِ، لكنَّ حُبَّ الدنيا وكراهِيةَ الموتِ أفقدَنا القيمةَ والوَزنَ، فلم نَزلْ في تناقُصٍ وتضاؤُلٍ حتى طفَوْنا على السَّطحِ، واحْتَمَلَنا السيلُ زبَدًا رابيًا!

عبادَ الله:

إنَّ التباكي على الأطلالِ ليسَ مِن شِيَمِ الرجالِ، وإنما الرجالُ أفعالٌ. 

ولقد علَّمَنا ربُّنا ذو الجلالِ ونبيُّنا محمدٌ ﷺ سيدُ الرجالِ أنَّه إنما تَثقلُ الموازينُ بما في القلوبِ من إيمانٍ ويقينٍ، وبكونِ العبدِ من الصالحينَ المصلحين.

يقول النبيُّ ﷺ: «إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ». صحيح مسلم (٢٥٦٤) (٢)

ويقول ﷺ: «إِنَّمَا النَّاسُ رَجُلانِ: بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى رَبِّهِ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ على ربه». صحيح ابن حبان (٣٨٢٨)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٢٨٠٣). (٣)

إنَّ بينَ الغُثائيةِ والغَيثِ النافعِ فرقًا عظيمًا. 

فالمؤمنُ كالغيثِ، يحملُ في طَيَّاتِهِ الحياةَ، يُغيثُ اللهُ به العبادَ، ويُحيي به الأرضَ بعدَ موتِها، فتَنبُتُ به أزهارُها، وتزهو به ثمارُها، لأنه مؤيَّدٌ بالوَحيِ الذي هو الرُّوحُ المنزَّلُ من الحيِّ القيومِ. 

ثلاثيةُ المؤمنِ: إيمانٌ باللهِ، وعملٌ صالحٌ، وسعيٌ بالإصلاحِ، كلُّ هذا مُتوَّجٌ بالعزيمةِ والقوَّةِ، لا بالخَوَرِ والضَّعفِ.

ألم يقل الله تعالى: ‌خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ[البقرة: ٦٣]؟

ألم يقل الله تعالى: ‌وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ[الأنفال: ٦٠]؟

المؤمنُ ليس كَلًّا وعِبْئًا، أينما توجِّههُّ لا يأتِ بخيرٍ، بلِ المؤمنُ فاعلٌ منتجٌ، كريمٌ عزيزٌ، لا يرضَى بالدُّونِ، لا في العَقلِ ولا في الفِكرِ ولا في العَملِ، يطلبُ معاليَ الأمورِ، ويُحلِّقُ بهمَّتهِ عاليًا كالصُّقورِ.

ألم يقل نبيُّنا ﷺ: «لَأَنْ يَغْدُوَ أَحَدُكُمْ، فَيَحْطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ، فَيَتَصَدَّقَ بِهِ وَيَسْتَغْنِيَ بِهِ مِنَ النَّاسِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ رَجُلًا، أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ ذَلِكَ، فَإِنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا أَفْضَلُ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ». صحيح مسلم (١٠٤٢) (٤)

المؤمنُ لا ينتظرُ تحرُّكَ غيره، بل يُبادرُ ويأتي من أقصى الأماكنِ يسعى، يوقِدُ همَّتَهُ حبُّهُ للهِ ورسولِه ﷺ، ويُبادِرُ به إلى الخيرِ خوفًا من فتنِ الليلِ والنهارِ.

ألم يقل نبيُّنا ﷺ: «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، أَوِ الدُّخَانَ، أَوِ الدَّجَّالَ، أَوِ الدَّابَّةَ، أَوْ خَاصَّةَ أَحَدِكُمْ أَوْ أَمْرَ الْعَامَّةِ». صحيح مسلم (٢٩٤٧). (٥)

المؤمن لا يُعجَب بعملِه إلا أنّه كذلك لا يستقلُّ نفسَه، بل يستعين ربَّه سعيًا في مراضيه، مُحسنًا به الظَّنّ، مستشعرًا قول النبي ﷺ: «لَيْسَ شَيْئًا خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ مِثْلِهِ إِلَّا الإِنْسَانُ». المعجم الكبير (٦/٢٣٨)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (٢١٨٣). (٦)

المؤمن لا يكون إلا صالحًا مُصلحًا، كما قال نبيُّ الله شعيب: إِنْ أُرِيدُ إِلَّا ‌الْإِصْلَاحَ ‌مَا اسْتَطَعْتُ[هود: ٨٨]، فصلاحُه في عبوديَّتِه لله في كلِّ شؤونه: قُلْ إِنَّ صَلَاتِي ‌وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[الأنعام: ١٦٢].

وصلاحُه في امتثالِه شرعَ اللهِ في قولِه وفعله، في بيتِه وسوقِه، في مسجِدِه ومجلسِه، في انفرادِه واجتماعِه، في السياسةِ والاقتصادِ، في التربيةِ والتعليمِ، في الولاءِ والبراءِ، فيوالي المؤمنين، ويَبْرأ من الكافرين، لا يَخرجُ عن تشريعِ اللهِ ودينِه في شيء: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا ‌فِي ‌السِّلْمِ ‌كَافَّةً[البقرة: ٢٠٨].

هذا المؤمنُ الذي سخّر جِدّهُ وجُهده، وإيجابيَّتَهُ وهِمَّتهُ، لتكونَ في مسارِ الإصلاحِ الصحيحِ، هو غيثُ السّماءِ، لا الهَباءُ والغُثاءُ. 
 

عبادَ اللهِ: 

ما أحوجَ أُمَّتَنا إلى الغيثِ النافعِ، الذي يُعيدُ إليها الحياةَ والرُّوحَ، ويُثبِّتُ في أرضِها غَرْسًا راسِخًا، غَرْسًا صالحًا في غايةِ الإتقانِ والإحسانِ، في كلِّ ميادينِ الحياةِ، كلٌّ في موقعهِ، الحاكِمُ والمحكومُ، العلماءُ والمتعلِّمون، القضاةُ والـمُفتون، الآباءُ والأمَّهاتُ، الأطبَّاءُ والمهندسون، البنّاؤونَ والمزارعونَ، الصانِعونَ والبائعونَ، في الدُّورِ والبُيوتِ، في المحاضِرِ والحضاناتِ، في المدارسِ والجامعاتِ، في المعاملِ والشَّرِكاتِ، في كلِّ سهلٍ ووادٍ.

يقول النبيُّ ﷺ: «إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا». مسند أحمد (١٣١٠٠)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٩). (٧)

باركَ اللهُ لي ولكُم في القرآنِ العظيمِ، ونَفَعني وإيّاكم بما فيهِ من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ، وأَستغفرُ اللهَ لي ولكُم فاستغفِروهُ، إنَّه هو الغَفورُ الرّحيمُ.


 

الخطبة الثانية

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

لقدْ أخبرَنا اللهُ عن الأممِ الكافرةِ أنهم يَعملونَ ويُنفقونَ ويُخطِّطونَ ويَمكرونَ، ويُسارعونَ في الإثمِ والعُدوانِ، وهم على كلِّ ذلك صابرون.

قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ [الأنفال: ٣٦].

وقال سبحانه: وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ ‌يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ[المائدة: ٦٢].

وأخبَرنا عنهم بقوله: وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا ‌وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ[ص: ٦].

وكشفَ جلَّ وعلا عملَهمُ الدَّؤوبَ في الكيد بالإسلام، فقال: وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا[سبأ: ٣٣].

فهل تكونُ المواجهةُ بالتواكلِ والاستِسلام، أم بالعملِ الجادِّ معَ التوكُّلِ على العزيزِ الرحمن؟

قال تعالى: وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ ‌وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا[الأحزاب: ٤٨].

لقد أخبرَنا اللهُ أنَّ المسلمين أصنافٌ ثلاثة: 

مؤمنون صادقون، لا يتخلَّفون عن الجهادِ والبذلِ. 

ومؤمنون معذورون، يبذُلون جُهدَهم باكين على أعذارِهم. 

وآخرون قاعدون، رَضُوا بأن يكونوا خوالِفَ، شَغَلَتْهم أموالُهم وأهمَّتهم أنفسُهم.

قال تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ ‌يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ[الحجرات: ١٥].

وقال الله: لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ [التوبة: ٩١-٩٣].

فاختر سبيلَك يا عبد الله، فإن الله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا ‌مَعَ ‌الصَّادِقِينَ[التوبة: ١١٩] 

اللهم انصُر دينَك وكتابَك وسُنَّة نبيِّك ﷺ وعبادَك الصالحين.

اللهم نجِّ عبادَك المستضعفين، وفرِّج عن المكروبين من إخواننا المؤمنين.

اللّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلِحْ أئمّتَنا وُولاةَ أمورِنا، واجعل وِلايتَنا فيمن خافَكَ واتّقاكَ واتّبعَ رِضاك.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

 

شارك المحتوى: