خطبة (العقيدة الربانية)

خطبة (العقيدة الربانية)

عنوان الخطبة: العقيدة الربانية.

عناصر الخطبة:

١- الإسلام دين جميع الرسل.

٢- ربانية العقيدة الإسلامية.

٣- ثمرة الربانية الطمأنينة والثقة.

٤- لا يعرف الحق إلا من الوحي.

٥- شتّان بين عقيدة ربانية وهواجس شيطانية.

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ‌وَجَعَلَ ‌الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبدهُ ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد، فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وراقبوه في السر والنجوى،يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.

عباد الله:

إنها المشكاةُ الواحدةُ، التي خرجَ منها النورُ الصادقُ، والبرهانُ الساطعُ، والحقُّ الأبلجُ، والسِّراجُ المنيرُ، دينُ الإسلامِ وعقيدةُ التوحيدِ.

خرجَ الصحابةُ رضوانُ اللهِ عليهم من مكةَ مهاجرينَ إلى الحبشة، حيث النجاشيُّ، ملكٌ عادلٌ لا يُظلَمُ عنده أحدٌ.

إلا أنَّ زَبانِيَةَ الكفرِ أرسلوا وفدَهم ليَرُدَّ المسلمينَ عن دينهم، إلى رِكْسِ الوثنيةِ الجاهليةِ.

لكنَّ النجاشيَّ كان كما أخبرَ عنه رسولُ اللهِ ﷺ: لا يُظلَمُ عندَه أحدٌ، فأبى أن يُسْلِمَ الصحابةَ إلى جلَّادِيهِم حتى يسمَعَ مقالتَهم عن دينِهم، فجمَعَهُم وسألهم قائلًا: مَا هَذَا الدِّينُ الَّذِي فَارَقْتُمْ فِيهِ قَوْمَكُمْ، وَلَمْ تَدْخُلُوا فِي دِينِي وَلَا فِي دِينِ أَحَدٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَمِ؟

فقام جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طالِبٍ فَقالَ لَهُ: أَيُّها المَلِكُ كُنّا قَوْمًا أَهْلَ جاهِلِيَّةٍ؛ نَعْبُدُ الأَصْنامَ، ونَأْكُلُ المَيْتَةَ، ونَأْتِي الفَواحِشَ، ونَقْطَعُ الأَرْحامَ، ونُسِيءُ الجِوارَ، يَأْكُلُ القَوِيُّ مِنّا الضَّعِيفَ، فَكُنّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنا رَسُولًا مِنّا، نَعْرِفُ نَسَبَهُ وصِدْقَهُ وأَمانَتَهُ وعَفافَهُ، فَدَعانا إِلَى اللَّهِ لِنُوَحِّدَهُ ونَعْبُدَهُ، ونَخْلَعَ ما كُنّا نَعْبُدُ نَحْنُ وآباؤُنا مِنْ دُونِهِ مِنْ الحِجارَةِ والأَوْثانِ، وأَمَرَنا بِصِدْقِ الحَدِيثِ، وأَداءِ الأَمانَةِ، وصِلَةِ الرَّحِمِ، وحُسْنِ الجِوارِ، والكَفِّ عَنْ المَحارِمِ والدِّماءِ، ونَهانا عَنْ الفَواحِشِ، وقَوْلِ الزُّورِ، وأَكْلِ مالَ اليَتِيمِ، وقَذْفِ المُحْصَنَةِ، وأَمَرَنا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وحْدَهُ لا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وأَمَرَنا بِالصَّلاةِ والزَّكاةِ والصِّيامِ، - وعَدَّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الإِسْلامِ- فَصَدَّقْناهُ وآمَنّا بِهِ، واتَّبَعْناهُ عَلَى ما جاءَ بِهِ، فَعَبَدْنا اللَّهَ وحْدَهُ فَلَمْ نُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وحَرَّمْنا ما حَرَّمَ عَلَيْنا، وأَحْلَلْنا ما أَحَلَّ لَنا، فَعَدا عَلَيْنا قَوْمُنا فَعَذَّبُونا وفَتَنُونا عَنْ دِينِنا لِيَرُدُّونا إِلَى عِبادَةِ الأَوْثانِ مِنْ عِبادَةِ اللَّهِ، وأَنْ نَسْتَحِلَّ ما كُنّا نَسْتَحِلُّ مِنَ الخَبائِثِ!.. ثم تلا عليه جعفرٌ آياتٍ من أوّل سورة مَريم، فَبَكَى النَّجاشِيُّ حَتَّى أَخْضَلَ لِحْيَتَهُ ثُمَّ قالَ: إِنَّ هَذا واللَّهِ والَّذِي جاءَ بِهِ مُوسَى لَيَخْرُجُ مِنْ مِشْكاةٍ واحِدَةٍ، انْطَلِقا فَواللَّهِ لا أُسْلِمُهُمْ إِلَيْكُمْ أَبَدًا ولا أُكادُ (أي لا أُغلَب على هذا)مسند أحمد (١٧٤٠)، بإسناد حسن. (١)

عباد الله:

إنَّ الدينَ عندَ اللهِ الإسلام، دينُ التوحيدِ الذي جاءَ به كلُّ رُسُلِ الله، يخرجُ من مشكاةٍ واحدةٍ، من عندِ ربِّ العالمين.

هذه العقيدةُ الصَّافيةُ الصّحيحةُ هي التي ملكَت قُلوبَ الصحابةِ وغيَّرت نفوسَهم وحياتَهم بخصائصِها التي تميَّزت بها عن العقائدِ المنحرفةِ والمِلَلِ الباطلةِ.

وإنَّ أهمَّ ما تمتازُ به أنَّها ربّانيةُ المصدَر، ليست من صُنعِ البشرِ، وليست تصوُّرًا فلسفيًّا، ولا نِتاجًا فِكْريًّا، أو إرْثًا ثقافيًّا، أو تحصيلًا معرفيًّا، إنما هي من اللهِ وحدَه، هو الذي أوحاها إلى رسولِه ﷺ حقًّا صافيًا، وبيانًا وافيًا.

كانَ رسولُنا محمدٌ ﷺ على الفِطرةِ قبل أن يُوحيَ اللهُ إليه، ما سجدَ لصنمٍ قطُّ، وما تلوَّث بشيءٍ من رِجسِ الجاهليةِ، إلا أنّه ﷺ ما كان يعلم شيئًا عن الإيمانِ بتفاصيلِه حتّى أوحى اللهُ إليهِ وعلَّمه ما لم يكن يعلم.

قال الله تعالى: وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ‌رُوحًا ‌مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ[الشورى: ٥٢].

إنه الوحي، الروحُ والنورُ الذي جعله اللهُ حياةً وهدايةً منه إلى الصراطِ المستقيمِ، والذي أمر اللهُ نبيَّه محمدًا ﷺ ببلاغِه البلاغَ المبينَ.

قال الله: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ ‌بَلِّغْ ‌مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ[المائدة: ٦٧].

ولقد أدَّى النبيُّ ﷺ الأمانةَ، وبلَّغ الرسالةَ بلاغًا كاملًا موفورًا، دونَ زيادةٍ أو نُقصانٍ، بيانًا وافيًا، لا زيغَ فيه ولا مَيل.

قال الله: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * ‌وَمَا ‌يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم: ١-٤]. 

هذا المعنى هو الأصلُ الأصيلُ والمنطلَقُ الذي يَنبني عليه الإيمانُ والإسلامُ، وهو أن نبيَّنا محمدًا ﷺ رسولٌ يوحى إليه، أخبرنا عن الله تلك العقيدةَ الصافيةَ، والشريعةَ العادلةَ الهاديةَ.

إن هذا المنطلَقَ يُثمرُ في القلبِ الطُّمَأْنينةَ والثِّقةَ فيما يُخبِرُ به نبيُّنا ﷺ.

لقد جاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ البادِيَةِ يومًا إلى النبيِّ ﷺ، فقالَ: يا مُحَمَّدُ، أَتانا رَسُولُكَ فزَعَمَ لَنا أَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ اللهَ أَرْسَلَكَ، قالَ: «صَدَقَ»، قالَ: فمَنْ خَلَقَ السَّماءَ؟ قالَ: «اللهُ»، قالَ: فمَنْ خَلَقَ الْأَرْضَ؟ قالَ: «اللهُ»، قالَ: فمَنْ نَصَبَ هَذِهِ الْجِبالَ، وجَعَلَ فِيها ما جَعَلَ؟ قالَ: «اللهُ»، قالَ: فبِالَّذِي خَلَقَ السَّماءَ، وخَلَقَ الْأَرْضَ، ونَصَبَ هَذِهِ الْجِبالَ، آللَّهُ أَرْسَلَكَ؟ قالَ: «نَعَمْ»، قالَ: وزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنا خَمْسَ صَلَواتٍ فِي يَوْمِنا، ولَيْلَتِنا، قالَ: «صَدَقَ»، قالَ: فبِالَّذِي أَرْسَلَكَ، آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذا؟ قالَ: «نَعَمْ»، قالَ: وزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنا زَكاةً فِي أَمْوالِنا، قالَ: «صَدَقَ»، قالَ: فبِالَّذِي أَرْسَلَكَ، آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذا؟ قالَ: «نَعَمْ»، قالَ: وزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنا صَوْمَ شَهْرِ رَمَضانَ فِي سَنَتِنا، قالَ: «صَدَقَ»، قالَ: فبِالَّذِي أَرْسَلَكَ، آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذا؟ قالَ: «نَعَمْ»، قالَ: وزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنا حَجَّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا، قالَ: «صَدَقَ»، قالَ: ثُمَّ ولَّى، قالَ: والَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لا أَزِيدُ عَلَيْهِنَّ، ولا أَنْقُصُ مِنْهُنَّ، فقالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَئِنْ صَدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ». صحيح البخاري (٦٣)، وصحيح مسلم (١٢). (٢)

هذه العقيدةُ التي أساسُها الإيمانُ بالغيبِ، من أينَ للإنسانِ أن يعرفَها حقًّا صافيًا إلَّا عن طريقِ الوحيِ من عالمِ الغيبِ سبحانهُ، إلى أنبيائِهِ ورسُلِهِ عليهمُ الصلاةُ والسلامُ؟

قال الله: عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا * لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا[الجن: ٢٦ - ٢٨].

من أينَ لنا أن نعرفَ ربَّنا حقًّا بأسمائِهِ وصفاتِهِ وأفعالِهِ، وأن نعرفَ ما يحبُّهُ وما يكرههُ، وما شرعَهُ وما نهى عنهُ وسَخِطَهُ، وأن نعرفَ رُسلَهُ ورسالاتِهِ وكُتبَهُ المنزلةَ، وأن نعرف الحياةَ الآخرةَ، وأن نعرفَ حقيقةَ الإنسانِ ومبدَأَهُ، والغايةَ من خلقِهِ، إلَّا بوحيٍ منهُ سبحانهُ؟

إن تلكَ الأسئلةَ الوجوديةَ التي تحيَّرتْ فيها عقولُ الخلقِ، لا يمكن معرفتها على وجهٍ يقطعُ العذرَ، ويرفعُ الخِلافَ، ويدفعُ الشُّكوكَ، دون وحيٍ معصومٍ من اللهِ جلَّ جلالُهُ.

كيفَ لنا أن نعرفَ الحقَّ من الباطلِ، والظلمَ من العدلِ، بمعيارٍ دقيقٍ لا حيفَ فيه ولا ميلَ، دون وحيٍ من إلهٍ عظيمٍ، لا يقولُ إلَّا الحقَّ ولا يحكمُ إلَّا بالعدلِ؟

إنَّك متى قرأتَ القرآنَ وجدتَهُ يُخبرُكَ عن هذه العقيدةِ وتلكَ الشريعةِ أنَّها وحيٌ من اللهِ سبحانهُ.

قال الله: قُلْ إِنَّمَا ‌يُوحَى ‌إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[الأنبياء: ١٠٨].

وقال تعالى: كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي ‌أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ[الرعد: ٣٠]. 

وكذلك هذا المعهودُ في سلوكِ النبيِّ ﷺ مع الناسِ، يُخبرُهم أنَّهُ مُبلِّغٌ عن اللهِ ما أمرَهُ ببلاغِهِ.

يمرُّ عليه نفرٌ من اليهودِ فيسألونه عن الروحِ، فيسكتُ عن الجوابِ حتى يأتيَهُ الوحيُ، ثم يُجيبُهم بما أوحى اللهُ إليهِ، تاليًا قولَهُ تعالى: وَيَسْأَلُونَكَ ‌عَنِ ‌الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا[الإسراء: ٨٥].   صحيح البخاري (١٢٥)، وصحيح مسلم (٢٧٩٤). (٣)

ويخرجُ ﷺ على أصحابِهِ يُخبرُهم عن حياةِ البرزخِ، ذاكَ العالَمِ الغيبيِّ الذي لا اطلاعَ لإنسانٍ عليه، إلا أنَّ اللهَ أعلمَهُ خبرَهُ وحيًا صادقًا، فقال ﷺ: «لَقَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي القُبُورِ مِثْلَ -أَوْ قَرِيبًا مِنْ- فِتْنَةِ الدَّجَّالِ».  صحيح البخاري (١٨٤)، وصحيح مسلم (٩٠٥). (٤)

هكذا كان النبيُّ ﷺ مبلِّغًا عن اللهِ تلك العقيدةَ الصافيةَ والشريعةَ الهاديةَ، بلاغًا وافيًا مبينًا.

باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيمِ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيمِ، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفورُ الرحيمُ.

 

 

الخطبة الثانية

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه:

أيها المسلم:

لتَنْعَمْ بالًا، ولْيَهْنأْ قلبُك بهذه العقيدةِ التي نزلتْ من السماءِ، فشَتّانَ ما بينها وبين زُبالاتِ الأذهانِ، وخُزَعْبَلاتِ الأوهامِ!

شَتّانَ بين من يأتيهِ الخبرُ من اللهِ فيؤمنُ ويطمئنُّ، وبين من يَتيهُ بين هَواجسِ شياطينِ الإنسِ ووَساوسِ شياطينِ الجنِّ!

شَتّانَ بين مسلمٍ يُصَدِّقُ بخبرِ نبيٍّ أمينٍ عن إلهِ الأرضِ والسماواتِ، وبين نصرانيٍّ يَتبعُ دينًا تلاعبتْ به الكنائسُ والباباواتُ، ويهوديٍّ يحرِّفُ وحيَ اللهِ على وَفقِ الشَّهَواتِ، ووثنيٍّ يصطنعُ الأصنامَ ويؤلِّهُ الجماداتِ، ولادينيٍّ يَعْمَى عن الحقِّ ويعبدُ الأهواءَ والملذَّاتِ، فهو بين عَلمانيةٍ وليبراليةٍ، وشُيوعيةٍ ورَأْسَماليةٍ، وغيرها من آراءٍ ومقالاتٍ.

اللهمَّ ثبتنا على الإسلامِ، ولا تُزِغْ قلوبَنا بعد إذ هديتَنا، وهبْ لنا من لدنك رحمةً إنك أنت الوهابُ.

اللهمَّ انصر الإسلامَ وأعزَّ المسلمينَ، وأهلك اليهودَ المجرمينَ، اللهمَّ وأنزل السكينةَ في قلوبِ المجاهدينَ في سبيلكَ، ونجِّ عبادكَ المستضعفينَ، وارفعْ رايةَ الدينِ، بقوتك يا قويُّ يا متينُ.

اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلبِرِّ وَالتَّقوَى.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

شارك المحتوى: