عنوان الخطبة: الأضحية، اللهم منك ولك : خطبة عيد الأضحى.
عناصر الخطبة:
١- فضل الأضحية.
٢- وفديناه بذبح عظيم.
٣ التضحية لله منهج حياة المؤمنين.
٤- أعتق نفسك تربح الدنيا والآخرة.
الحمدُ لله العليِّ العظيمِ، الكبيرِ المتعالِ، العزةُ إزارُه، والكبرياءُ رداءُه، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ، وأشهدُ أن محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبِه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد، فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ حقَّ التقوى، وراقبوهُ في السرِّ والنجوى، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، الله أكبر وأجل، الله أكبر ولله الحمد.
اليومُ هو أعظمُ الأيامِ عندَ الله.
يقول النبيُّ ﷺ: «إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَوْمُ النَّحْرِ ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ». سنن أبي داود (١٧٦٧)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (١٥٤٩). (١)
اليومَ يمتثل المسلمون في جَنَباتِ الدنيا قولَ ربِّ العالمين: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ [الكوثر: ٢].
إنَّ الصلاةَ وهي أجَلُّ العباداتِ البدنيةِ، والنُّسكَ - أي الذبحَ لله تعظيمًا له - أجَلُّ العباداتِ الماليةِ، هما أجلُّ ما يُتَقَرَّب به إلى الله تعالى، واليومَ يصلِّي المسلمون صلاةَ العيدِ ثم يذبحون الأضاحيَ قُربانًا لله تنسُّكًا وتعبُّدًا، عنوان طاعاتِهم "اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ".
هكذا قال النبي ﷺ وهو يذبحُ أضحيته.
يقولُ جابرُ بن عبد الله رضي الله عنه: ذَبَحَ النَّبِيُّ ﷺ يَوْمَ الذَّبْحِ كَبْشَيْنِ أَقْرَنَيْنِ أَمْلَحَيْنِ مُوجَأَيْنِ، فَلَمَّا وَجَّهَهُمَا قَالَ: «إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ عَلَى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ، وَعَنْ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ بِاسْمِ اللَّهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ»، ثُمَّ ذَبَحَ. سنن أبي داود (٢٧٩٧)، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (الأم) (٢٤٩١). (٢)
ملةُ إبراهيمَ الحنيفِ خليلِ الرحمنِ الذي أسلم واستسلم لأمرِ اللهِ هو وولده إسماعيلُ عليهما السلام.
أمرَ اللهُ خليله إبراهيمَ أن يذبحَ ولده إسماعيلَ، فأسلمَ وانقادَ وأطاعَ، وذهب إلى ولده فقال له: يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ [الصافات: ١٠٢].
ما أعظمَ هذا البلاء! أن تطيبَ نفسُ الأبِ بذبحِ ابنِه الوحيدِ الذي رُزِقَه على كِبَر، طاعةً وخضوعًا لله، وأن يستسلِمَ الابنُ الشابُّ لأمرِ ربِّه، فتطيبَ نفسُه أن يَبْذُلها لله.
قال الله: فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ[الصافات: ١٠٣-١٠٧].
وفديناه بذِبحٍ عظيم! لقد كان الاختبارُ والبلاءُ مُبيِّنًا مُظهِرًا عظمةَ محبةِ ربِّ العالمين في قلبِ إبراهيم، وكيف أنه لا يقدِّم على محبةِ اللهِ وأمرِه أيَّ محبوبٍ ولو كان ولدَه إسماعيل.
إنَّ المؤمنَ الذي وقَرَ الإيمانُ في قلبِه، وعظُمت محبةُ اللهِ في نفسِه، حياتُه ومماتُه لله، تهون عليه نفسُه، وكلُّ ما يملك أن يبذُلَها لله إن أمره الله وكان في ذلك رضاه، لأنه يوقن أنَّ نفسَه ومالَه وولدَه وكلَّ ما يملك هو من الله، ومن فضلِه.
وهذه حقيقة: (اللهمّ منكَ ولك).
عنوانُ حياتِه كما قال الله: قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ[الأنعام: ١٦٢-١٦٣].
إنَّ المؤمنَ يتذكر بهذا الفداء الذي فدى الله به إسماعيلَ أنَّ عليه أن يفتديَ نفسَه من عذابِ الله.
ألم يقل نبيُّنا ﷺ لابنتِه الغاليةِ فاطمةَ رضي الله عنها: «يَا فَاطِمَةُ، أَنْقِذِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي لَا أَمْلِكُ لَك مِنَ اللهِ شَيْئًا». صحيح مسلم (٢٠٤). (٣)
وقال لها: «اشتري نَفْسَك من الله، لا أُغْني عنكِ مِنَ الله شيئًا». صحيح البخاري (٣٣٣٦). (٤)
لقد أمَرَ اللهُ عبادَه بعبادتِه وحدَه لا شريكَ له، وفرَضَ الفرائضَ، ونهى عن المحرماتِ، إلا أنَّ الإنسانَ تُنازعه نفسُه، وتَتجاذبُه أهواؤُه، ويُوَسْوِسُ له شيطانُه، فتحدثُ المنازعةُ، أيُقَدِّم محابَّ الله ومراضيَه فيَعلُوَ في درجاتِ الجنانِ، أم يقدِّمُ ما تهواه نفسُه فيَهوِيَ في دركاتِ النيرانِ.
يقولُ النبي ﷺ: «كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو؛ فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا، أَوْ مُوبِقُهَا». صحيح مسلم (٢٢٣). (٥)
كلُّ إنسانٍ إما ساعٍ في هلاكِ نفسِه أو في فَكاكِها، فمن سعى في طاعةِ الله فقد باعَ نفسَه لله وأعتقها من عذابه، ومن سعى في معصيةِ اللهِ تعالى فقد باعَ نفسَه بالهوان وأوبقَها بالآثامِ الموجبةِ لغضبِ الله وعقابه.
فإنما هما طريقان، وصَفقتان، وبَيعتان:
إما أن تبيعَ نفسَك وما تملكُ لله ربِّ العالمين، فلا يكون لك معَ أمر الله وأمر رسوله ﷺ خِيارٌ، ولا تُقدِّم على محابِّ الله ومراضيهِ محبّةَ أحد، فيكون الجزاءُ حينئذٍ جنةً عرضُها السماوات والأرض، لأنك آثرتَ الله، فآثركَ واختصّك بالقربِ والنعيم.
وإما أن يبيعَ الإنسانُ نفسَه لشيطانه، ويتَّبِعَ هواه، وتغُرَّه الأمانيُّ الكاذبةُ، فيخسرَ نفسَه، ولا يُدركَها إلا في دَرَكات الجحيمِ في الدنيا والآخرة.
أوَلم تسمع قولَ اللهِ تعالى: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة: ١١١]؟
أما واللهِ ما أعظمَ هذا العقدَ وأنفسَه وأجزلَه، عقَدَه ربُّ العالمين معَ عباده المؤمنين، الذين باعوا أنفسَهم وأموالَهم إرضاءً لله، فربحوا وفازوا الفوزَ العظيم.
أوَلم تسمعْ عمّا فعله صهيبٌ الروميُّ رضي الله عنه؟
إنّ صهيبًا الروميَّ رضي الله عنه حِينَ أَرَادَ الْهِجْرَةَ قَالَ لَهُ كُفَّارُ قُرَيْشٍ: أَتَيْتَنَا صُعْلُوكًا حَقِيرًا، ثُمَّ أَصَبْتَ بَيْنَ أَظْهُرِنَا الْمَالَ، وَبَلَغْتَ الَّذِي بَلَغْتَ، ثُمَّ تُرِيدُ أَنْ تَخْرُجَ أَنْتَ وَمَالُكَ؟ وَاللَّهِ لَا يَكُونُ ذَلِكَ. فَقَالَ صُهَيْبٌ: أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلْتُ لَكُمْ مَالِي أَتُخَلُّونَ سَبِيلِي؟ فقَالُوا: نَعَمْ، فَخَلَعَ لَهُمْ مَالَهُ، فَبَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: «رَبِحَ صُهَيْبٌ، رَبِحَ صُهَيْبٌ». صحيح ابن حبان (٧٠٨٢)، وصححه ابن حجر في المطالب العالية (٤٠٣٠). (٦)
نعم والله، ربح البيع، وفازَ صهيب، يومَ أن فازَ برِضا اللهِ سبحانه وتعالى.
ماذا فقَدَ من فازَ برضوان الله، وماذا رَبِحَ من باءَ بسخطِ الله؟
يقولُ الله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ [البقرة: ٢٠٧].
يا عبدَ الله! أين ما بعتَه ابتغاءَ مرضاة الله؟
أينَ ما ضحَّيت به وبذَلته لله ابتغاءَ مرضاة الله؟
يقول النبيُّ ﷺ: «حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ». صحيح مسلم (٢٨٢٢). (٧)
إنَّ النفوسَ جُبِلَت على الشُّحِّ والحِرصِ وإيثارِ الدنيا، ولا يُخرِجُها من ذلك إلا الإيمانُ باللهِ واليومِ الآخر.
في يومِ القيامةِ، يومِ الحسراتِ، ينقسم الناسُ إلى فريقين:
قال الله: لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ [الرعد: ١٨].
الذين استجابوا لله، لهم نعيمُ الجنةِ ولذةُ النظرِ إلى وجهِ اللهِ الكريم، وأما الذين لم يستجيبوا للهِ ولشرعهِ وأمره، فإنهم يتمنَّونَ لو افتَدَوا من عذابِ الله بما في الأرض جميعًا، ولكن هيهاتَ هيهات!
قال النبي ﷺ: «يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى لِأَهْوَنِ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ: أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ مِلْءُ الأَرْضِ ذَهَبًا، أَكُنْتَ تَفْتَدِي بِهِ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: أَرَدْتُ مِنْكَ أَهْوَنَ مِنْ هَذَا، وَأَنْتَ فِي صُلْبِ آدَمَ: أَنْ لاَ تُشْرِكَ بِي شَيْئًا، فَأَبَيْتَ إِلَّا أَنْ تُشْرِكَ بِي». صحيح البخاري (٣٣٣٤)، وصحيح مسلم (٢٨٠٥). (٨)
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
عباد الله:
لقد أَمَرَ الله يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا عليهما السلامُ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ يَعْمَلَ بِهَا وَيَأْمُرَ بني إسرائيل أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا، ومن هذه الخمس، قال: «وَآمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَسَرَهُ الْعَدُوُّ فَشَدُّوا يَدَيْهِ إِلَى عُنُقِهِ وَقَدَّمُوهُ لِيَضْرِبُوا عُنُقَهُ فَقَالَ هَلْ لَكُمْ أَنْ أَفْتَدِيَ نَفْسِي مِنْكُمْ فَجَعَلَ يَفْتَدِي نَفْسَهُ مِنْهُمْ بِالْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ حَتَّى فَكَّ نَفْسَهُ». جامع الترمذي (٢٨٦٣). (٩)
هذا المتصدِّقُ ضحّى ببعضِ ما وهبه اللهُ إياه، ففدى نفسَه في الدنيا وأعتقَها من الهلاك يوم القيامة.
وهكذا المؤمنُ دومًا، تهون عليه نفسُه وما يملك إن كان لله تعالى، موقنًا قائلاً: "اللهم هذا منك ولك".
إنَّ تقديمَ محبّةِ اللهِ تعالى على محبّةِ النفسِ والمالِ والأهلِ، هي حقيقةُ الجهادِ الذي اصطفى اللهُ أهلَه، وجعلَهم أولياءَه الصادقين، وهي حقيقةُ الأضحيةِ التي شرعها الله لعباده، ليُضحّوا بهذه الأنعام تقرُّبًا إلى الله، ويدركوا أنَّ كلَّ محبوبٍ يُزهَق على عتبةِ العبوديةِ، إنما هو قربانٌ يُقدَّم إلى الله تعالى، الذي كلُّ خيرٍ فمنه وإليه، وهو العظيمُ الذي هو أعظمُ من كلِّ شيءٍ، وأكبرُ من كلِّ شيءٍ، وله الحمدُ، لا إله إلا هو.
ربنا تقبَّلْ منّا إنك أنت السميعُ العليمُ، وتبْ علينا إنك أنت التوابُ الرحيمُ.
اللهم انصُرْ عبادَك المستضعفين، ودمِّرِ اليهودَ المجرمين.
اللّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلِحْ أئمّتَنا وُولاةَ أمورِنا، واجعل وِلايتَنا فيمن خافَكَ واتّقاكَ واتّبعَ رِضاك.
عِبَادَ الله: اذكرُوا اللهَ ذِكرًا كثيرًا، وسبِّحوهُ بُكرةً وأصيلًا، وآخرُ دَعوانا أَنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين.