عنوان الخطبة: فأنزل السكينة عليهم.
عناصر الخطبة:
١- السكينة سكون القلب وطمأنينته بالله.
٢– النّاس قسمان فيما يطمئنون به.
٣- سكينة أهل الإيمان عند اضطراب الخلق.
٤- السكينة والقرآن.
الحمدُ للهِ قَيّومِ السّماواتِ والأرضِ ومَن فيهِنَّ، يُدَبِّرُ الأمرَ بحِكْمَتِه، ويُثبِّتُ قُلوبَ المؤمنينَ برحمَتِه، ويُنزِّلُ السَّكينةَ على مَن شاء مِن عبادِه، وأشهدُ أن لّا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه، اللهمَّ صلِّ وسلِّم عليه وآله وصحبِه أجمعين.
أمّا بعد:
فاتقوا الله عبادَ اللهِ حقَّ التَّقْوى، وراقبوه في السِّرِّ والنَّجوى، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.
عِبَادَ الله:
كَانَ لأبي طَلحَةَ زيدِ بنِ سَهْلٍ الأنصاريِّ -رضي الله عنه- وَلَدٌ يُحِبُّهُ حُبًّا شَدِيدًا، فمَرِضَ الغُلامُ مَرَضًا شَديدًا ثمَّ مات، فلمَّا رجعَ إلى بيته قال: يا أُمَّ سُلَيْمٍ كَيْفَ باتَ بُنَيَّ اللَّيْلَةَ؟ قالَتْ: يا أبا طَلْحَةَ! ما كانَ ابْنُكَ مُنْذُ اشْتَكَى أَسْكَنَ مِنْهُ اللَّيْلَةَ، ثُمَّ جاءَتْهُ بالطَّعام، فأَكَلَ وطابَتْ نَفْسُهُ، وقامت زوجُه ومسَّتْ شَيْئًا مِنْ طيبٍ، وكانَ بينَهما ما يكونُ بينَ الرَّجُلِ وأهلِه، ثمَّ قالَتْ لَهُ: يا أبا طَلْحَةَ أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا اسْتَوْدَعَكَ وَديعَةً فَاسْتَمْتَعْتَ بِها، ثُمَّ طَلَبَها فأَخَذَها مِنْكَ تَجْزَعُ مِنْ ذَلِكَ؟ قالَ: لا. قالَت: فإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ كانَ أعارَكَ ابنَكَ عارِيَّةً، ثُمَّ قَبَضَه إلَيه، فاحْتَسِبِ ابنَكَ واصْبِرْ. أخرَجه أحمد.
إنّ معنًى عظيمًا استقرَّ في نَفْسِ أمِّ سُلَيم، جَعلها تتصرَّفُ على هذا النَّحْو مِن الثَّباتِ والحِكْمة، معنًى مَلأَ قَلبها رِضًا وطُمأنينة، وأنْطَقَ لِسانَها بالتَّوحيدِ والتَّحميدِ، فما هو ذلك المعنى؟
لقد جعلَ اللهُ الدُّنيا دارَ ابتلاءٍ وامتحان، فكانَ فيها الفَرَحُ والأحزانُ، والعِبادُ فيها مُختبَرون، فالفِتنُ والزَّلازلُ قد تأتي على القلوبِ فتَعْصِفُ بها عَصْفًا، ولا يثبُتُ أمامَها إلّا مَن ثبَّته اللهُ وأيَّده.
والإنسانُ خُلِقَ هَلوعًا، فتراه إذا مسَّه الشَّرُّ ساخِطًا جزوعًا، وإذا مسَّه الخيرُ حَريصًا منوعًا، إلَّا أنَّكَ تَرَى فئةً قَليلةً مِن الناس يظلُّ أحدهم عند المِحَنِ ثابتًا مطمئنًا، راضيًا لا يَسخَط، راجيًا لا يقنَط، وهؤلاء هم أهلُ السَّكينة.
السَكينةُ -عبادَ الله- هي سُكونُ الرُّوح، وطُمأنينةُ القَلب، وهُدوءُ الفؤاد، عند وُرودِ البَلايا والـمِحَن، فَمهما كانت المخاوِفُ وأسبابُ الاضطراب، ومهما فَقَدَ العبدُ من الدُّنيا أو خسِر، ومهما تألَّمَ وتوَجَّع، فإنَّ السكينةَ لا تَبْرَحُه، والطَّمأنينةَ لا تُفارقه.
إخوةَ الإسلام:
إذا كان الإنسانُ خُلِقَ هلوعًا، فللمَرْءِ أن يسأل: ما سِرُّ هذه السَّكينة؟ وما سببُ هذه الطُّمَأْنينة؟
والجوابُ: أنَّ الناسَ على قِسمَين: قسمٌ مُطْمئنُّون بما معهم مِن الدنيا، مِن مالٍ وجاهٍ وقوةٍ وسلطان، كما قال سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ.
فهؤلاء متى زالَ عندهم شيءٌ مِن الدُّنيا اضطربت قلوبُهم وزالت طُمَأنينتُهم، فهم أهلُ الخِذلان؛ إذ مَن تعلَّق شيئًا دونَ اللهِ وُكِل إليه، وكُلُّ ما دونَ اللهِ سراب.
ومِن الناس قِسْمٌ مطمئنُّون بالله وإليه، لا يَسكُنون إلا به؛ لأنَّهم يوقنون أنه ربُّ كلِّ شيءٍ ومَليكُه، فهو المَلِكُ وحدَه الذي له مقاليدُ السَّماوات والأرض، هو مَن يُدَبِّرُ الأمر، ومَن سواه عبيدٌ لا يملكون مثقالَ ذَرَّة.
فإن اضطربت قلوبُ الناس خوفًا مِن الفقرِ رأيتَهم مُطْمَئنِّين بالله الرَّزَّاقِ الذي تكفَّل برزق عبادِه، وهو حيٌّ قَيُّومٌ لا يَضِلُّ ولا ينسى، فهُم مُطْمَئِنُّون بالله الذي قال: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ.
وإن اضطربت قلوبُ الناس خوفًا مِن بَطْشِ ظالم، أو تَهْديدِ مُجْرم، رأيتهم مُطْمَئنِّين بالله الذي وحدَه مَن يُدَبِّرُ الأمر، فهو وحدَه يحيي ويميت، وهو مَن يؤتي المُلْكَ مَن يشاء، ويَنْزِع المُلْكَ ممَّن يشاء، وهو مَن يُعطي ويمنع، ويَخْفضُ ويَرْفع، ويَقْبِض ويَبْسُط، فهُم مُطْمَئِنُّون بالله القائل: قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ.
قد يَمكُرُ بهم أهلُ الأرضِ جميعًا، ويَكيدونَ ويُخَطِّطون، لكنَّ أولئكَ الصَّفْوةَ مِنْ عِبادِ اللهِ مُطْمَئِنُّون بالله، مُفَوِّضون أمرَهم إليه، يوقنون أنَّ اللهَ خيرُ الماكرين، وأنه يكيدُ بالكافرين، وسيجعل كيدَهم في تَضْليل.
ها هو مَثَلُهم وأُسوَتُهم رسولُ الله ﷺ تراه في أشدِّ المواقف مطمئنًّا ثابتًا، تعلوه من الله سكينةٌ وثبات.
رصَدَ المشركون لقتلِهِ ﷺ يومَ الهِجرةِ مِائةَ ناقةٍ، فانطلقت جُموعُهم بحثًا عنه، وقد شَحَذُوا سُيوفَهم، حتى وصَلُوا إلى الغار، وفي تلك الحالِ يخاطبُه الصِّدِّيقُ رضي الله عنه قائلًا: يَا رَسُولَ اللهِ! لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ إِلَى قَدَمَيْهِ أَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمَيْهِ، فَقَالَ ﷺ: «يَا أَبَا بَكْرٍ مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا» رواه مسلم.
تِلكُم هي السكينةُ التي حدَّثنا الله عنها فقال: إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بجنود لم تروها.
وفي يوم الأحزاب حينَ تجمَّعت جَحَافلُ المشركين في عَشَرةِ آلاف مقاتل، جعل ﷺ يحفِرُ الخندقَ مع أصحابه، ويَنْقُلُ التُّراب، ولقَدْ وارَى التُّرَابُ بَيَاضَ بَطْنِهِ وَهُوَ يَقُولُ:
اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنا
ولا تَصَدَّقْنا ولا صَلَّيْنا
فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
وَثَبِّتِ الْأَقْدَامَ إنْ لَاقَيْنا
إنَّ الأُلَى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنا
إذا أَرادوا فِتْنَةً أَبَيْنا
أخرجه البخاري ومسلم.
وها هو ﷺ يومَ حُنَين، يومَ أنْ أُعْجِب بعضُ المسلمين بكثرتهم فلم تُغْنِ عنهم شَيئًا، فما إن التقى الجمعان حتى فرّ كثير منهم عن النبي ﷺ، إلا ثُلةً مباركة ثابتة من أصحابه، فوقف شامخا ثابتا كالجبل الأَشَمِّ يقول: «أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبَ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ»، وينادي على أصحابه: «يا أصحابَ سورة البقرة!» فرجعوا إليه، وأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين حتى نصرهم الله عز وجل.
قال الله: لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ.
إنَّ تلك السَّكينةَ تنزلُ بما في القلوبِ مِن إيمانٍ وتصديقٍ ويقين، فلا حَظَّ فيها لمنافقٍ ولا مُرتاب، تنزلُ على مَن تربّى على القرآن، على البَقَرةِ وآلِ عمران، لا تنزلُ على مَن أعرضَ عن الوَحيِ وقابَله بالنِّسيان.
ها هم أصحابُ النبيِّ ﷺ يومَ الحُدَيبِيَة دعاهم رسولُ الله ﷺ إلى البَيْعةِ على الجهادِ حتى الموت، فبايعوه، وأنزل اللهُ عليهم السَّكينةَ يومَئِذٍ لِما في قلوبهم مِن الإيمان، قال الله: لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا.
عبادَ الله:
أهلُ السَّكينة هم مَن إذا اضطربت قلوبُ الناس عند فَقْد الأولاد ومَوتِ الأحبَّة، رأيتهم مُطْمَئنِّينَ بالله الذي لم يجعَلِ الموتَ نهايةَ المطاف، بل جعلَ -سبحانه- أرواحَ المؤمنين طُيورًا في جِنان الخلد، ثمَّ يكونُ اللقاءُ يومَ البَعْثِ والنشور. يقول النبي ﷺ: «إِنَّمَا نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ طَيْرٌ يَعْلُقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَهُ اللهُ تَعَالَى إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ يَبْعَثُهُ». أخرجه أحمد.
وها هو نبيُّنا ﷺ عندما تُوُفِّيَ ابنُه إبراهيمُ عليه السلام، بكَتْ عينُه لكنَّه لم يجزع، بل قال ﷺ: «يا إبْراهيمُ: لَوْلا أَنَّهُ وَعْدٌ صادِقٌ وَقَوْلٌ حَقٌّ وأَنَّ آخِرَنا سَيَلْحَقُ بِأَوَّلِنا؛ لَـحَزِنَّا عَلَيْكَ حُزْنًا أَشَدَّ مِنْ هذا، وإنَّا بِكَ يا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزونونَ، تَبْكي العَيْنُ ويَحْزَنُ القَلْبُ، ولا نَقولُ ما يُسْخِطُ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ». أخرجه الحاكم.
إنَّه اليقينُ الذي يملأُ القلب، فتَهون معه الصِّعاب، وتَذِلُّ له البلايا الشِّداد، وهذا اليَقينُ هو الذي كانَ يسألُه النبيُّ ﷺ ربَّه في قوله: «اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنَ اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنا مُصِيباتِ الدُّنْيَا». أخرجه الترمذي.
أهلُ السَّكينة هم مَن إذا اضطربت قلوبُ الناسِ عند وُرود الشُّبُهاتِ رأيتَهم مُطْمَئِنِّين بالحقِّ الذي هم عليه، قد وَقَرَ الإيمانُ في قلوبهم، عقدوا عليه القلوبَ، إنَّه إيمانٌ بُنِيَ على البراهين والآيات، فبَصَروا بقلوبِهم وعقولِهم مُحْكَماتِ الدِّين، التي تواترت عليها أدِلَّةُ الشَّريعة ونصوصُ الوَحْيِ المعصوم، فإنْ حاولَ أهلُ الزَّيغ إثارةَ فتنةٍ بشبهةٍ ما، رَدُّوا الشُّبُهاتِ إلى المحكَمات، وهم في غاية السَّكينة، سَكَنَتْ قلوبهم بالحقِّ الذي هم عليه.
بارك الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم، وأستغفرُ اللهَ لي ولكُم فاستغفروه، إنّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمدُ لله، والصَّلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبِه ومن والاه، وبعد:
ذاتَ ليلة كانَ أحدُ الصَّحابة رضي الله عنهم يقرأُ سورةَ الكهف، فإذ به يرى فَرَسَهُ تَرْكُضُ، فنَظَرَ فإذَا مِثْلُ الضَّبابَةِ أَوِ السَّحابَةِ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ، فقالَ: «تِلْكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآن». أخرجه البخاري ومسلم.
إنها قاعدةٌ عظيمة: «تِلْكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ لِلْقُرْآن»، فكلامُ الله سبحانه سببُ سَكينةِ القلوب، فما إنْ يقرؤُه المؤمنُ بقلبٍ حاضر، حتى يتجدَّدَ إيمانُه، ويزدادَ يقينُه، وتتنزَّلَ عليه سكينةٌ مِن الله سبحانه.
يقول النبيُّ ﷺ: «وما اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، ويَتَدارَسونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ، وغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ». أخرجه مسلم.
ثمَّ صلُّوا وسلِّموا على المبعوثِ رحمةً للعالمين، اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهمَّ انصُرِ الإسلامَ وأعِزَّ المسلمين، وأهلِكِ اليهودَ الـمُجرمين، اللهمَّ وأنزل السكينةَ في قلوب المجاهدين في سبيلِك، ونجِّ عبادَك المستضعفين، وارفع رايةَ الدين، بقُوَّتِك يا قويُّ يا متين، اللهمَّ وفِّقْ وليَّ أمرنا لِما تُحبُّ وترضى، وخُذ بناصيته للبرّ والتقوى. ربَّنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقِنا عذاب النار.
عِبَاد الله: اُذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، وَآخِرُ دَعْوَانا أَنِ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِين.