عنوان الخطبة: إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ (لماذا الله هو الإله الحق؟)
عناصر الخطبة:
١- اللهُ هو الإلهُ الحقّ.
٢- ما هي صفاتُ الإلهِ الحقّ؟
٣– الهوى أخطرُ الأصنام.
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، شهادةَ مُسلمٍ موحِّدٍ ولو كرِهَ المُشركونَ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، فتَحَ اللهُ بنورِهِ صَمَمَ الآذانِ وعَمَى العيونِ، صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يومِ يُبعثونَ.
أمّا بعدُ، فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ حقَّ التقوى، وراقبوهُ في السِّرِّ والنجوى، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.
عِبادَ الله:
جاءَ رجلٌ إلى النبيِّ ﷺ فقالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِلَامَ تَدْعُو؟ قَالَ: «أَدْعُو إِلَى اللهِ وَحْدَهُ، الَّذِي إِنْ مَسَّكَ ضُرٌّ فَدَعَوْتَهُ، كَشَفَ عَنْكَ، وَالَّذِي إِنْ ضَلَلْتَ بِأَرْضٍ قَفْرٍ دَعَوْتَهُ، رَدَّ عَلَيْكَ، وَالَّذِي إِنْ أَصَابَتْكَ سَنَةٌ فَدَعَوْتَهُ، أَنْبَتَ عَلَيْكَ». مسند أحمد (٢٠٦٣٦)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٤٢٠). (١)
ما أكثرَ الأندادَ الذينَ جعلهمُ الخلقُ آلهةً معَ اللهِ!
لقد ألَّهَ البشرُ البشرَ، وعبدوا الشمسَ والقمرَ، ودانُوا للصَّنمِ والحجرِ.
إنْ هي إلا أسماءٌ سمَّوها هُم وآباؤهُم: اللّاتَ والعزَّى، ومناةَ الثّالثةَ الأُخرى.
ذلكَ الإنسانُ الذي استهوتْهُ الشياطينُ في الأرضِ حيرانَ، يبحثُ لهُ عن إلهٍ، بعيدًا عن فطرتِهِ ووحيِ السماءِ.
يملأُ العجَبُ قلبَك! كيفَ ضلَّ الإنسانُ عن اللهِ؟
كيفَ ألَّهَ الخلقَ والأوهامَ والظنونَ، دونَ ربِّهِ الحيِّ القيومِ؟
كيفَ رضِيَتْ عقولُهم أن يعبدوا مخلوقًا مثلَهم لا يملكُ لنفسِهِ ضرًّا ولا نفعًا، ولا يملكُ موتًا ولا حياةً ولا نشورًا؟
يا عبادَ اللهِ! لقد نادى اللهُ على الخلقِ قائلًا: إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ[طه: ٩٨].
إنَّها الحقيقةُ الكبرى: لا إلهَ إلا اللهُ.
تلكمُ الكلمةُ العظيمةُ التي بها قامتِ السماواتُ والأرضُ، ولأجلِها خلقَ اللهُ الخلقَ، وبها أرسلَ الرُّسلَ، وأنزلَ الكتبَ، وشرعَ الأحكامَ والشرائعَ، وانقسمَ الناسُ إلى مؤمنٍ وكافرٍ، وبرٍّ وفاجرٍ، وقامَ سوقُ الجنةِ والنارِ فريقٌ في الجنةِ وفريقٌ في السعيرِ.
يقول النبيُّ ﷺ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ، إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ». صحيح البخاري (١٢٨). (٢)
اللهُ وحدَهُ هو الإلهُ المعبودُ الحقُّ، الذي لهُ الألوهيَّةُ والعبوديَّةُ على الخلقِ أجمعين.
الإلهيَّةُ صفةٌ لا تجوزُ إلَّا لهُ، فكلُّ إلهٍ غيرُ اللهِ باطِلٌ.
اللهُ وحدَهُ الذي تألَهُهُ القلوبُ حقًّا، تعبُدُهُ، وتخضعُ لهُ، محبَّةً وذُلًّا، وتعظيمًا وخوفًا ورجاءً.
وحَقُّهُ سُبحانهُ على جميعِ خلقِهِ توحيدُهُ، إفرادُهُ وحدَهُ بالتألُّهِ، فلَهُ الإلـهيَّةُ، ومن خلقِهِ التألُّهُ والتعبدُ والخضوعُ الكاملُ مع كمالِ الحُبِّ وتمامِ الذلِّ.
لكن لماذا اللهُ وحدَهُ الذي يستحقُّ الألوهيَّةَ؟ ولماذا كلُّ إلهٍ غيرُ اللهِ ليسَ بإلهٍ؟
لأنَّهُ اللهُ، ومعنى اسمِ (اللهِ): الإلهُ الجامعُ لكلِّ صفاتِ الإلهيَّةِ.
حتى يكونَ الإلهُ إلهًا حقًّا، لا بدَّ أن يجمعَ صِفاتِ الإلهِ الحقِّ.
فما صفاتُ الإلهِ الحقِّ؟
تعالَ لتسمعَ كلامَ الملكِ الحقِّ، عن الإلهِ الحقِّ.
قال سبحانه: آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ * أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ * أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ[النمل: ٦٠-٦٤].
ما أعظمَهُ مِنْ بيان! وما أقربهَا مِنْ حُجَّة!
اسمع إليهِ سبحانهُ إذْ يقول: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ * كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ * قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ[يونس: ٣١-٣٥].
إنَّ الإلهَ الحقَّ يجبُ أن يجمعَ صفاتِ الكمالِ التي تستوجِبُ أن يكونَ إلهًا.
يجبُ أن يكونَ هو الخالقَ وليسَ مخلوقًا، الرازقَ وليسَ مرزوقًا، الملكَ وليسَ مملوكًا، القاهرَ وليسَ مقهورًا.
يجبُ أن يكونَ الإلهُ هو الأوَّلَ قبلَ كلِّ شيءٍ، والآخرَ بعدَ كلِّ شيءٍ، والظاهرَ فوقَ كلِّ شيءٍ، والباطنَ ليسَ دونَهُ شيءٌ.
يجبُ أن يكونَ الإلهُ الحقُّ إلهًا واحدًا، لا شريكَ لهُ، ولا مثيلَ لهُ، ولا ولدَ لهُ.
يجبُ أن يكونَ الإلهُ الحقُّ حيًّا لا يموتُ، قيّومًا لا ينامُ.
يجبُ أن يكونَ الإلهُ الحقُّ عليًّا كبيرًا، سميعًا بصيرًا، شهيدًا خبيرًا، غنيًّا قديرًا، عليمًا حكيمًا، قويًّا عزيزًا، حميدًا مجيدًا، غفورًا رحيمًا، قريبًا مُجيبًا.
يجبُ أن يكونَ الإلهُ الحقُّ فعَّالًا لما يُريدُ، لا رادَّ لما قضَى، ولا معقِّبَ لما حَكَمَ.
يجبُ أن يكونَ الإلهُ ربًّا على الحقيقةِ، يملكُ كلَّ شيءٍ، يَقْدِرُ على كلِّ شيءٍ، يُدبِّرُ أمرَ عبادِهِ، يرزقُهم ويسوقُ لهم أقواتَهم، ويُجيبُ دعاءَهم، ويَهديهم السبيلَ، لا يَشْغَلُهُ شأنٌ عن شأنٍ، ولا مخلوقٌ عن مخلوقٍ.
يجبُ أن يكونَ الإلهُ الحقُّ مُتنَزِّهًا عن كلِّ عيبٍ ونقصٍ، لا ينامُ ولا يموتُ، لا يضلُّ ولا ينسى، لا ينصَبُ ولا يعيَى، لا يَظلِمُ ولا يَطغَى، لا يأفُلُ ولا يغيبُ ولا يفنَى.
وهذه أوصافُ الكمالِ التي هي كلُّها للهِ، وليسَ للمخلوقِ منها شيءٌ، فما كانتْ ولا تكونُ إلَّا للملكِ الحيِّ القيومِ، الذي لهُ الأسماءُ الحسنى والصفاتُ العُلا.
ألم ترَ كيفَ وقفَ إبراهيمُ الخليلُ أمامَ قومِهِ بعدَ أن حطَّمَ أصنامَهم قائلًا: أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ * أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ[الأنبياء: ٦٦-٦٧]؟
أم لم ترَ ذلكَ الهدهدَ كيفَ أخذتْهُ الدَّهشةُ من قومٍ سجدوا للشَّمسِ والقمرِ من دونِ اللهِ فقالَ: أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ[النمل: ٢٥-٢٦]؟
أم لم تسمعْ كيفَ ردَّ اللهُ على الكَذَبةِ الذينَ ألَّهوا المسيحَ عيسى وأمَّهُ معَ اللهِ فقال: مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ * قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ[المائدة: ٧٥-٧٦].
كيفَ يكونُ الإلهُ فقيرًا إلى الطعامِ، لا يملكُ ضَرًّا ولا نفعًا؟ تعالى اللهُ عن إفْكِهم علوًّا كبيرًا.
باركَ اللهُ لي ولكُم في القرآنِ العظيمِ، ونَفَعني وإيّاكم بما فيهِ من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ، وأَستغفرُ اللهَ لي ولكُم فاستغفِروهُ، إنَّه هو الغَفورُ الرّحيمُ.
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسُولِ الله، وعلى آلِهِ وصَحبِهِ ومَن والاهُ، وَبَعدُ:
عبادَ الله:
إنَّ الآلهةَ التي عُبِدَت ولا زالت تُعبدُ من دونِ اللهِ كثيرةٌ، وإنَّ أخطرَها -بل هو على الحقيقةِ أصلُ كلِّ شركٍ وطُغيانٍ على وجهِ الأرضِ-: الأهواءُ، عندما تهوى النُّفوسُ باطلًا، ثم تُلبِسُهُ قُدْسيَّةً زائفةً، وتجعَلُ لهُ كَهَنةً وسَدَنةً يُنافِحُونَ عنهُ، ويَدْعونَ الناسَ لاعتقادهِ حقًّا، بل ويضعونَ لهُ التَّشريعاتِ الأرضيةَ لتسويغِهِ، بل ولحملِ الناسِ عليهِ، رَغْمَ أنَّهُ زيفٌ باطلٌ وإفكٌ مبينٌ.
قال تعالى: أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ[الجاثية: ٢٣].
لقد سمَّى اللهُ طاعةَ الأحبارِ والرُّهبانِ في تحريمِ الحلالِ وتحليلِ الحرامِ عبادةً لهم من دونِ اللهِ، فقال سبحانَه: اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ[التوبة: ٣١].
لقد استفسرَ عَدِيُّ بنُ حاتمٍ -وكانَ نصرانيًّا فأسلَمَ- عن وجهِ ذلكَ قائلًا: «إِنَّا لَسْنَا نَعْبُدُهُمْ»، فَقَالَ له ﷺ: «أَلَيْسَ يُحَرِّمُونَ مَا أَحَلَّ اللهُ فَتُحَرِّمُونَهُ؟ وَيُحِلُّونَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَتَسْتَحِلُّونَهُ؟» قال: بَلَى، قَالَ: «فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ». المعجم الكبير (١٧/٩٢)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (٣٢٩٣). (٣)
إنَّ اللهَ هو الحقُّ المبينُ، على صراطٍ مستقيمٍ، يأمرُ بالعدلِ والإحسانِ، وينهى عن الفواحشِ والمنكَراتِ والطُّغيانِ، أحلَّ الطيباتِ وحرَّمَ الخبائثَ، تمَّتْ كلماتُهُ صدقًا وعدلًا، وشرعَ أحكامَهُ رحمةً ويُسرًا، لذا هو الإلهُ الحَكَمُ القِسطُ، الذي لهُ الخلقُ والأمرُ.
قال سبحانه: أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ * وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ[الأنعام: ١١٤-١١٥].
اللَّهُمَّ انصرِ الإسلامَ وأعِزَّ المسلمينَ، وأهْلِكِ اليهودَ المجرمينَ، اللَّهُمَّ وأنزِلِ السكينةَ في قلوبِ المجاهدينَ في سبيلِكَ، ونَجِّ عبادَكَ المستضعفينَ، وارفعْ رايةَ الدينِ، بقوتِكَ يا قويُّ يا متينُ.
اللّهُمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلِحْ أئمَّتَنا ووُلاةَ أمورِنا، واجعل وِلايتَنا فيمن خافَكَ واتّقاكَ واتّبعَ رِضاك.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.