خطبة (أساليب المضلّين في محاربة الدّين)

خطبة (أساليب المضلّين في محاربة الدّين)

عنوان الخطبة: أساليب المضلّين في محاربة الدّين

عناصر الخطبة:
١- للحق والباطل علامات ودُعاة.
٢- نشاط أهل الباطل في نشر باطلهم.
٣- دعاة الباطل قد يكونون من جلدتنا ويتكلّمون بألسنتنا.
٤- أساليب أهل الباطل في إضلال الناس، والتحذيرُ منها.
٥- ضرورة التمسّك بكتاب الله للعصمة من الضلال.
٦- التحذير من مجالسة أهل الباطل والاستماع إليهم.

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله وراقبوه، وأطيعوه ولا تَعصوه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ ‌حَقَّ ‌تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.

إخوةَ الإسلام:

إنّ اللهَ تعالى خلَقَ هذه الدنيا يَبْتَلِي فيها عبادَه، فيَميزَ منهم الخبيثَ مِن الطَّيِّب، وقضى بِحكمتِه مِن أجلِ ذلك، أن يكونَ على الحقِّ علاماتٌ مبيِّنةٌ له، ودُعاةٌ يَهدُون الناسَ إلى الخير، لِيُدرِكَ حُجَجَهُم كلُّ طيّبٍ فيتّبعَهم فيدخلَ الجنّة، وأن تكونَ للباطلِ سُبلٌ خدّاعةٌ، ودُعاةٌ مُضِلّون، ليميلَ إليهم كلُّ خبيثٍ فيتّبعَهم فيدخلَ النّار، قال تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ * وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ.

ومُنذُ أن أخذَ إبليسُ على نفسِه العهدَ بإغواءِ بني آدم، لم يَهْدأْ له بَال، ولا قَرَّ له قرار، بل لم يَزلْ يَستفزُّ بصوتِه كلَّ ظَلومٍ جَهول، ويُجلبُ عليهم بجنودِه مِن خيلِه ورَجِلِه.

وإنّ مِن جنودِ إبليسَ: شياطينَ مِن الإنس، لهم أساليبُ في نشرِ الباطلِ والدّعوةِ إليه، لا يزالون يَسلكونها مع الأنبياءِ وأقوامِهم، واجهُوا بها نوحًا وهودًا، وصالحًا ولوطًا، وإبراهيمَ وشعيبًا، وموسى وعيسى، ونبيَّنا محمدًا ﷺ، وهُم اليومَ كحَالِهم بالأمس، طُرُقُهُم هِيَ هِي، إلا أنّ الوسائلَ تتنوّعُ وتتطوّر، فالعاقلُ مَن قاسَ يومَه على أمْسِه، وحاضرَه على ماضِيه، فأخَذَ العِبَر، واستيقظَتْ مِن عقلِه الفِكَر.

إنّ المُضِلّين اليومَ، في ظِلِّ تَسلُّطِ الباطلِ وأهلِه، لهم نشاطٌ عظيمٌ في إفسادِ العقائدِ وتَنكِيسِ الفِطَر، حتى صارَ الباطلُ يُقدَّم بِقَوالبَ جَذّابة، في أفلامٍ ومسلسَلات، وبرامجَ وحِوَارَات، تُغرسُ فيها مِن المفاهيمِ المُفسدةِ، والتّلبيساتِ المُضِلّةِ، ما اللهُ بهِ عليم.

ومِن الناسِ مَن يظنُّ أنّ دُعاةَ الباطلِ إنّما يأتونَ مِن أقوامٍ غيرِنا، يتكلّمون بِغَير لُغَتِنا، لكنّ الواقعَ خلافُ هذا، وهو مِصْداقُ ما أخبرَ به نبيُّنا ﷺ أنه: «تكونُ دعاةٌ على أبوابِ جهنّمَ، مَنْ أجابَهم إليها قَذَفُوه فيها، وهُم قومٌ مِنْ جِلْدَتِنا، يَتَكَلَّمُونَ بألسنتِنا».

فَقَلَّ مَن يُصغِي إلى هؤلاءِ، ويتركُهم يُلقُون في سمعِه ما شاؤوا، ممّن ليس عندَه نورٌ يهدِيه مِن الوحي، إلّا أوشكَ أن يتّبعَهم فيصيرَ معهم.

عبادَ الله:

لقد بيّنَ اللهُ لنا في كتابِه مسالكَ أهلِ الضلال، وكشفَ لنا ألاعيبَهُم وتلبيساتِهم، لِنَفْطَنَ لها ونَحذَرَها، فمَن اتّبعَ هُدَى اللهِ فلا يضلُّ ولا يَشقَى.

فمِن أبرزِ وسائلِهم في الإضلال: لَبسُ الحقِّ بِالباطِل، وذلك بِخَلطِ المفاهيمِ الباطلةِ بِمفاهيمَ حسنة، وتقديمِ الأفكارِ الكفريّةِ بِقوالبَ مُستَحْسَنَة، وذلك لأنّ شياطينَ الإنسِ والجنِّ يعلمون أنّ باطلَهم فجٌّ في حقيقتِه، تَأْبَاهُ الفِطَرُ السليمة، فيُزَوِّقُونه ويُزَخرفونَه حتى ينالَ الإعجابُ ويَبهَرَ الألباب، فَيُوحي بعضُهم إلى بعضٍ زُخرفَ القولِ غُرورًا.

لقد كانوا يُقَدّمون عبادةَ الأصنامِ في قالَبِ اتّخاذِ الشفعاءِ عِندَ الله، ويُقَدِّمون كفرَهم بالأنبياءِ في قالَبِ المطالبةِ بالبراهينِ والأدلّة، ويُقَدِّمون تمسّكَهم بِعقائدِهم في قالَبِ الثباتِ على المَوْروثِ الشعبيِّ والمحافظةِ على دينِ الآباء. وهكذا هُمُ اليوم، ولكلِّ قومٍ وَارِث، فهم اليومَ يُقَدِّمون جحدَ حقِّ اللهِ والكفرَ به في قالَبِ حرّيةِ الرأيِ والكَلِمة، ويُقَدِّمون تبديلَ الدينِ وتنكيسَ المفاهيمِ في قالَبِ التجديدِ والتنوير، ويُقَدِّمون ذَوَبانَ الهُويّةِ وموالاةَ الباطلِ في قالَبِ التّسامحِ واحترامِ الآخَر. فالتلاعبُ بِالمصطلحاتِ، وخَلْط التسمياتِ، مَسلكٌ خطيرٌ ينطلِي على كثيرٍ مِن الناس.

ومِن الأساليبِ المُضِلّة، كِتمانُ الحقّ، وقد جمَع اللهُ تعالى هذا المسلكَ والذي قبلَه لِبني إسرائيل، فقال يحذّرهم: وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ.  

إنّ المضلّينَ في كلِّ وقتٍ يعلمون أنّ الباطلَ مع كلّ تزويقِه لا يقفُ أمامَ الحقِّ بِبَهائِه وسنائِه، فلذلك يَعمَدون إلى كِتمانِ الحَقيقةِ ومَنعِ أهلِها من بَيانِها، بِتَكْمِيمِ أفواهِهِم، وتَكْتِيمِ أصواتِهم، وطَمْسِ براهينِهم، والتَّعميةِ على حُجَجِهم.

إنّ المنعَ مِن قولِ الحقِّ جوابٌ يتداولُه أهلُ الباطلِ، مِن يومِ أنْ قالوا لإبراهيمَ عليه السلام: حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلهَتَكُم، وبه أجابَ فرعونُ موسى عليه السلام إذ قال له: لَئنِ اتّخَذْتَ إِلهًا غَيْرِي لَأجْعَلَنّكَ مِن المسْجُونِين، وبه أجابَ كفَرةُ اليهودِ عيسى عليه السلام حين مكرُوا به ليقتلُوه فرفعهُ اللهُ إليه، وبه أجابَ المشركون محمدًا ﷺ حين مكروا به ليُثْبِتُوهُ أو يَقتلُوه أو يُخرِجوه.

ومِن أساليبِ أهلِ الباطِل: تشويهُ صورةِ أهلِ الحقّ، بِإظهارِهم بِصورةٍ منفّرةٍ تَنبُو عنها النفوس، وتَشْمَئِزُّ منها القلوب، ليبغِّضُوهُم إلى الناس، ويصدُّوهم عنِ اتّباعِهم.

لقد شَعَرَ المضِلُّون بِإفلاسِهم مِن الحُجّةِ والبرهان، فاختارُوا مقابلةَ خُصومِهم بالاستهزاءِ والعيبِ والبُهتان، فاتّهمُوهم قديمًا بِالجنونِ والسّفاهة، كما أخبرَنا اللهُ عنهم أنّهم:مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ، و إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ.

هكذا اتّخذَ أعداءُ الرسلِ أهلَ الإيمانِ سِخْرِيًّا، فكانوا منهم يضحكون، وإذا مرُّوا بهم يتغامزون، وهكذا يفعلُ أتباعُهم وورثتُهمُ اليوم، فيُظهرون أهلَ الديانةِ والصّلاحِ في قوالبَ كوميديّةٍ سَخيفة، أو شخصيّاتٍ نَزِقةٍ سفيهةٍ خفيفَة، ويلقّبونَهم بالمتشدِّدين والمتطرِّفين، فإذا اتُّهموا، قالوا: نحن لا نقصِدُ الإسلام، ولكن نقصِدُ الإسلاميّين.

وليسَ في دينِ اللهِ إسلاميٌّ وغيرُ إسلاميّ، بلِ القرآنُ يَقسِمُ الناسَ إلى مسلمٍ وكافر، فكلُّ مسلمٍ إسلاميّ، يدينُ للهِ بِشرعِه، ويحملُ في قلبِه همَّ نُصرةِ دينِه، جعلني الله وإياكم منهم.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:

إخوة الإسلام:

إنّ مسالكَ أهلِ الباطلِ في الصدِّ عَن سبيلِ اللهِ لن ترجعَ عليهم إلّا بِالخَسَارِ والبَوَار، يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ، وإنّ لهؤلاءِ لَعْنَةً لا تُخطئُهم، وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ.

إنّ العاقبةَ دَوْمًا للمتّقين، واللهُ فوقَ خلقِه شهيدٌ على تلبيساتِ الشياطين، وتدليساتِ المضلّين.

ولقد أنزل اللهُ تعالى لِعبادِه نورًا مُبينًا، يُظهرُ الحقَّ والهدى وإن حاولوا كِتمانَه، ويَكشفُ تلبيساتِهم وشُبَهَهُم فيفرِقُ الباطلَ عن الحقّ، كما وصفه اللهُ تعالى فقال: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ، فهو هدىً في بيانِ الحقّ، وفُرقانٌ في ردِّ الباطل.

ولا يأتِي أهلُ الباطلِ بِشيءٍ مِن الشبهاتِ العقليّةِ الفاسدةِ إلا وفي وحْيِ اللهِ ما يردُّه ويُبطلُه، كما قال تعالى: وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا.

وأمّا سُخريتُهم واستهزاؤُهم، فقد وَعَدَ اللهُ عبادَه وعدًا حقًّا فقال: وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ، وقال في المنافقين الساخرين بالمؤمنين: الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ، فالساخرون مِن المؤمنين مَخْزِيّون بِخِزيِ اللهِ وعقابِه.

إخوةَ الإسلام:

إنّ على المؤمنِ أن يكون حارسًا أمينًا على قلبِه، يقِظًا لمكائدِ أعدائِه، فليس الدّينُ أمرًا يُخاطَرُ به ويُغَامَر، بل هو أثمنُ ما يَملكُه العبد، إن حَفِظه فازَ فوزَ الأبَد، وإن أضاعَه خَسِرَ خُسرانَ الأبَد.

لقد جعلَ اللهُ مَن جالَسَ المستهزئين بالدّينِ دونَ إنكارٍ عليهم شريكًا لهم في ذلك، فقال: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا.

فمَن أحبَّ أن يلقَى اللهَ غدًا بِقلبٍ سليم، فلْيَصُن أُذُنَيْهِ عن سماعِ الباطل، ولْيُغمضْ عَيْنيْهِ عن مُطالعةِ الفساد، ولْيُعرِضْ عن كلِّ ما يُشَوِّشُ عليه قلبَه، ويُفسِدُ عليه إيمانَه، ولْيَهجُرْ كلَّ مَن يَصدُّ عن سبيلِ الله، ثمّ ليُقبِلْ على مَعينِ الإيمانِ ومِصباحِ الهدى، لِيُقبِلْ على كتابِ اللهِ تفهّمًا وتدبّرًا، ولْيتعلَّمْه ويَدرُسْه دراسةَ الباحثِ عن النجاة، كالظمآنِ يبحثُ عنِ الماء، والأعمى يبحثُ عنِ النّور، فهذا -وحدَه- سبيلُ المؤمنين المهتدين.

عباد الله: صلوا وسلموا على من أُمرتم بالصلاة عليه: اللهم صلّ وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم بِعِلمك الغيبَ وقُدرتِك على الخلقِ أَحْيِنَا ما علِمت الحياةَ خيرًا لنا، وتوفّنا إذا علِمت الوفاة خيرًا لنا، ونسألُك خشيتَك في الغيب والشهادة، وكلمةَ الحق في الغضب والرِّضا، والقصدَ في الفقر والغِنى، ونسألك نعيمًا لا يَنفد، وقُرّةَ عينٍ لا تنقطع، ونسألُك الرّضا بعد القضاء، ونسألك بردَ العيش بعد الموت، ونسألك لذّةَ النظرِ إلى وجهِك، والشوقَ إلى لقائِك، في غير ضرّاء مُضِرّة ولا فتنة مُضِلّة، الله زيِّنَّا بِزينة الإيمان. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عباد الله: اذكروا الله ذكرًا كثيرا، وسبّحوه بكرةً وأصيلا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

شارك المحتوى: