أتواصوا به؟!
آمنت أنه (ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك)، و(بل قالوا مثلما قال الأولون)، فعلمت أن القرآن يخبرنا أنه: لا جديد في الباطل!
نعم، تتغير أسماؤه وتشكُّلاته، ولكن حقيقته واحدة.
ثم نظرتُ في كتاب الله وخبرٍه عن الأقوام السابقين، فرأيتُ في القرآن كل ما أراه في الواقع.
رأيت دعوات التحرر والاستكبار عن العبودية ماثلةً أمامي في إباء إبليس واستكباره عن طاعة الله، وقوله: (أنا خيرٌ منه) و(لم أكن لأسجد)!
رأيت القبورية وعبادة الصالحين في قوم نوح عليه السلام وفي النصارى.
ورأيت نموذجا للفلسفات الباطنية والتواصل مع النجوم في قوم إبراهيم عليه السلام.
رأيتُ الليبرالية الجِنسية والانفلاتَ في الفواحش والشذوذَ في فعلِ قوم لوط عليه السلام.
ورأيتُ الليبرالية الاقتصادية والرأسمالية في فعل قوم شعيب عليه السلام.
رأيتُ الإلحاد وتأليه الإنسان وطغيانه في فرعون والنمرود.
ورأيتُ عمائم الصفَويّة وقلانِس علماء السوء على رؤوس اليهود الفاسدين.
رأيت تقديسَ الموروث الشعبي، والديمقراطية وحكم الأكثرية الفاسدة واتباعَ الكُبراء في عادٍ وثمودٍ وجميع أقوام الرسل.
رأيتُ الحضارةَ الماديةَ مهما تطورت وتقدمت: شيئا بلا قيمة، متى ما خلت من القيام بأمر الله، وتطبيق مراده في أرضه.
رأيتُ دول الكفر تطغى وتتعاظم، تهزأ بالحق وتحتقره، تنكّل بالمؤمنين وتضطهدهم، وهم ثابتون صابرون، ثم بعد أجلٍ مسمّى، إذا وعدُ الله قد تحقّق وأمرُه قد جاء، فقُضي بالحق وخسر هناك المُبطلون.
أراني القرآن كل ذلك، لأنهُ الكتاب الحق، ولأنه نور الله وهُداهُ الخالد، حتى رأيتُ كلَّ ما نعيشُه من مشكلاتٍ ماثلًا أمامي، ووجدتُ دواءَها وشفاءَها، فازددتُ حبًّا لكتاب ربي، واستغناءً بخطابه، ويقينًا بآياته.