عنوان الخطبة: مِنكُم مَن يريدُ الدُّنيا
عناصر الخطبة:
١- الحرص على الدُّنيا يفسد الدين.
٢- أنواع الهالكين بإيثار الدُّنيا.
٣- الدُّنيا متاع زائل.
٤- الإيمان بالآخرة يكشف حقيقة الدُّنيا.
الحمدُ لله الذي أغنى أولياءَه بفضلِه ورحمتِه، وأشْقى أعداءَهُ بعدْلِه وحِكْمتِه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له شهادةَ مُقرٍّ بوَحدانيَّتِه، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، أدَّى رسالةَ ربِّه ونصحَ لأمّتِه، صلّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين، أما بعد.
فاتقوا الله عِبادَ الله حقَّ التقوى، وراقبوه في السِّرِّ والنجوى، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.
عِبادَ الله:
هل سمعتمْ عن الذِئابِ الضّارية؟ أوَ رأيتُم فِعْلها في الـمَاشِيةِ إذا استَرْسَلَت فيها إفسادًا؟ فإنّ نبيَّنا ﷺ يقول: «مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلَا فِي غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ». رواه أحمد.
عندما يكونُ سعْيُ الإنسانِ وحَرْثُهُ لأجلِ متاعِ الدُّنيا الزائلِ من مالٍ أو جاه، لها يسعى ويَكِدّ، ولأجلها يُعطي ويَمنَع، وعليها يرضى ويحزَن، هي أبدًا غايتُه ومقصودُه، فإنّه خاسرٌ دينَه، وهالكٌ لا محالة، ولا يزالُ الحِرْصُ على المالِ والجاهِ بالعبدِ حتى يصيرَ عبدًا لهما، ثم يُفسِدَ ذلك دينَه إفْسادًا أعظمَ مِن إفساد الذئابِ الجائعة في الشياهِ الداجِنة.
إن الصحابةَ الأوائلَ -رضي الله عنهم- تركوا الدُّنيا لله سبحانه، فالمهاجرون تركوا ديارَهم وأموالَهم يبتغونَ رضوانَ الله، والأنصارُ باعوا أنفسهم لله وآثروا إخوانَهم على أنفسهم، نُصْرةً لله ورسوله ﷺ، وكان اللهُ تعالى قد أيَّدهم في بدر، فلما كانت وَقْعةُ أُحُدٍ، وجَعلَ النبيُّ ﷺ نَفَرًا من أصحابه على الـجَبَل يَحْمون ظهورَهم، وصَّاهم ألّا يبرحوا أماكنَهم حتى يُرسِل إليهم، سواءٌ رأوا نصرًا أو هزيمة.
فلمَّا هزم اللهُ المشركين، وفرُّوا هاربين، رأى بعضُ الرُّماة الغنائمَ فقال بعضهم: "الْغَنِيمَةَ أَيْ قَوْمُ! الْغَنِيمَةَ! ظَهَرَ أَصْحَابُكُمْ فَمَا تَنْتَظِرُونَ؟! فَقَالَ قائدهم عَبْدُ اللَّهِ بنُ جُبَيرٍ رضي الله عنه: أَنَسِيتُمْ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ؟ قَالُوا: إِنَّا وَاللَّهِ لَنَأْتِيَنَّ النَّاسَ فَلَنُصِيبَنَّ مِنَ الْغَنِيمَةِ".
نَعَم، تركوا مواقعَهم لأجلِ شيءٍ مِنَ الغَنِيمة؛ فكانَ ما كانَ من البلاءِ العظيم.
ثم أنزلَ الله قرآنًا يُتلى، يبيِّنُ فيه سبحانه عِلّةَ الـمُصاب، فقال: وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ.
ماذا يمكنُ أن تفعلَ إرادةُ الدُّنيا؟ وإلى أين تبلُغُ بصاحبها؟
يقول النبي ﷺ: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، وَعَبْدُ الخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ». رواه البخاري.
إن عبْدَ الدَّراهِمِ والدنانير، وعبدَ الثيابِ والمتاع، وعبدَ الشُهْرةِ والسُّلطان، لا يُرضيهِ ولا يُغْنيهِ إلّا حصولُه على الدُّنيا، مهما كان الثَمَن، حتى لو باعَ دينه لأجلِ ذلك.
إخوة الإسلام:
الحرصُ على الدُّنيا وإيثارُها هو الذي حَمَل الكفرَةَ على اختيارِ الكفرِ على الإيمان، والتفريطِ بلقاء اللهِ ونعيمِ الآخرة، لقد رأوُا الدينَ والإيمانَ والاستسلامَ للشَّرعِ يحولُ بينهم وبين ملَذَّاتِ الدُّنيا، فآثَروها على الله تعالى.
قال سبحانه: مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ.
وقال النبي ﷺ: «بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا». رواه مسلم.
الحرصُ على الدُّنيا وإيثارُها هو الذي حملَ أحبارَ أهلِ الكتابِ على تحريفِ كتابهم، ويَحْمِلُ أمثالَهم من أئمةِ الضَّلال على تبديلِ الشَّريعة، حُبًّا في المالِ والشَّرَفِ والرِّئاسة.
قال سبحانه: وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ.
الحرصُ على الدُّنيا وإيثارُها هو الذي حملَ المجرمينَ على الاعتداءِ على النُفُوسِ والأعراضِ والأموال، سَعْيًا للثَّراءِ والشُّهرة، والمناصبِ والزَّعَامات، وقضاءِ الملذَّاتِ والنَّزَوات.
يقول النبيُّ ﷺ: «اتَّقُوا الشُّحَّ، فَإِنَّ الشُّحَّ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ عَلَى أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ». رواه مسلم.
ولذلك كان ﷺ يتخوّفُ على أصحابهِ هذه الدُّنيا فيقولُ لهم: «واللهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ، وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ، كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ». متفق عليه.
الحرصُ على الدُّنيا وإيثارُها هو الذي حملَ أهلهَا على أكلِ الرِّبَا والرِّشوة، وسَرِقةِ الأموال، والغِشِّ والتَطْفيف.
أوَلَم يقولوا يومًا لشعيبٍ عليه السلام حين أنكرَ عليهم فَسَادَ فِعْلهم في بيعهم وتجاراتِـهم: يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ.
يريدونَ التَحَرُّرَ مِنْ قُيودِ الشَّريعة، التي تمنعُهم من ظُلمِ العِباد وسَرِقَتِهم، ويسعَونَ للتَّلذُّذِ ولو بالمالِ الخبيث.
الحرصُ على الدُّنيا وإيثارُها هو الذي جعلَ المخلَّفين ينْكُلون عن الجهادِ في سبيل الله، ويثَّاقَلُون إلى الأرض، ويَخذُلون إخوانهم، بل ربما يتآمرون معَ أعدائهم عليهم، ويُسارعون فيهم.
قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
عِبادَ الله:
ما حقيقةُ الدُّنيا بمتاعِها ومناصبِها ولذَّاتها؟
يُحدِّثنا عن حقيقتها ربُّ العالمين فيقول: وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُور.
ويُحدِّثنا عن حقيقتِها رسولُ الله ﷺ فيقول: «لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ». رواه الترمذي.
ما أهونَ الدُّنيا على الله! إنّها بما فيها من ملذَّاتٍ ومتاعٍ لا تُساوي عندَه جناحَ بعوضة، فماذا رَبِح من باعَ الآخرة بما لا يساوي جناحَ بعوضة؟!
لقد مَرَّ النبيُّ ﷺ بِالسُّوقِ، فَمَرَّ بِجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ، فَتَنَاوَلَهُ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ، ثُمَّ قَالَ: «أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنَّ هَذَا لَهُ بِدِرْهَمٍ؟» فَقَال الصحابة: مَا نُحِبُّ أَنَّهُ لَنَا بِشَيْءٍ، وَمَا نَصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ: «أَتُحِبُّونَ أَنَّهُ لَكُمْ؟» قَالُوا: وَاللهِ لَوْ كَانَ حَيًّا، كَانَ عَيْبًا فِيهِ، لِأَنَّهُ أَسَكُّ، فَكَيْفَ وَهُوَ مَيِّتٌ؟ فَقَالَ: «فَوَاللهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللهِ، مِنْ هَذَا عَلَيْكُمْ». رواه مسلم.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَنْ والاه، أما بعد:
فاتقوا الله -عِبادَ الله- وراقِبوه، وأَطيعُوه ولا تَعصُوه.
إخوةَ الإسلام:
إنَّ الموقِنَ بلقاءِ الله وعظيمِ ثوابهِ لعبادِه المتَّقينَ يُؤْثِرُ مرضاتَه سبحانه على شهَواتِه وملذَّاتِه، لا يبيعُ دينه بالدُّنيا وما عليها، يؤمنُ أنَّ الدُّنيا بما فيها ثمنٌ قليل، بل لا شيءَ بالنسبة إلى الآخرة.
ها هو ربُّ العالمين يَصِف الداءَ والدَّواءَ فيقول: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ * قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ.
وكيف لا تكونُ الجنةُ خيرًا وأعظمَ وأطيبَ، والنَّبيُ ﷺ يقول: «لَقَابُ قَوْسٍ فِي الجَنَّةِ، خَيْرٌ مِمَّا تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَتَغْرُبُ». رواه البخاري.
كيف لا وهو يقول: «لَوْ أَنَّ مَا يُقِلُّ ظُفُرٌ مِمَّا فِي الْجَنَّةِ بَدَا، لَتَزَخْرَفَتْ لَهُ مَا بَيْنَ خَوَافِقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَ فَبَدَا سِوَارُهُ، لَطَمَسَ ضَوْءُهُ ضَوْءَ الشَّمْسِ، كَمَا تَطْمِسُ الشَّمْسُ ضَوْءَ النُّجُومِ». رواه أحمد.
كيف لا تكونُ أطيبَ وأعظمَ وغمسةٌ فيها تُنسي العبدَ كلَّ شَقاءِ الدُّنيا؟!
كيف لا تكونُ أطيبَ، وأعظمُ نعيمِها رؤيةُ وجهِ الجليلِ الأكرم؟!
إن العبدَ متى عَلِم ذلك آَثَرَ الآخرةَ على كلِّ شهَواتِ الدُّنيا، ولم يرضَ أن يبيعها بعرَضٍ زائفٍ زائِل، بل تَصِحُّ عندَه التصوُّرات، فيجعلُ الدُّنيا مزرعتَهُ للآخِرة، وتصبحُ أدنى الطاعاتِ خيرًا مِنَ الدُّنيا وما فيها، كما قال النبي ﷺ: «رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا». متفق عليه. ويقول ﷺ: «لَغَدْوَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَوْ رَوْحَةٌ، خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا». متفق عليه.
ومَرَّ ﷺ عَلَى قَبْرٍ دُفِنَ حَدِيثًا، فَقَالَ: «رَكْعَتَانِ خَفِيفَتَانِ مِمَّا تَحْقِرُونَ وَتَنْفِلُونَ، يَزِيدُهُمَا هَذَا فِي عَمَلِهِ، أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ بَقِيَّةِ دُنْيَاكُمْ». رواه الطبراني.
اللهم أصْلِحْ لنا دينَنا الذي هو عِصْمَةُ أَمرنا، وأصْلِحْ لنا دنيانا التي فيها مَعَاشُنا، وأصلحْ لنا آخِرَتَنا التي فيها مَعَادُنا، اللهم لاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا، وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا.
اللهمَّ أعزَّ دينَك، وأعلِ كَلِمَتَك، وانصر عبادَك الموحّدِين، اللّهم عليكَ باليهودِ المفسدِين في الأرض ومن والاهم، شتِّت شملَهم، وفرِّق جمعَهم، وانصُرنا عليهِم بقوَّتك يا قويُّ يا عزيز.
اللهمَّ وفِّق وليَّ أمرنا لِما تُحبُّ وترضى، وخُذ بناصيتهِ للبِرِّ والتَّقوى، ربَّنا آتِنا في الدُّنيا حسنةً وفي الآخِرةِ حَسَنةً وقِنا عذَابَ النَّار.
عِبَادَ الله: اذكرُوا اللهَ ذِكرًا كثيرًا، وسبِّحوهُ بُكرةً وأصيلًا، وآخرُ دَعوانا أَنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين.