خطبة (الشحناء طرد وحرمان.. سلامة الصدور قبل النصف من شعبان)

خطبة (الشحناء طرد وحرمان.. سلامة الصدور قبل النصف من شعبان)

عنوان الخطبة: الشحناء طرد وحرمان. (سلامة الصدور قبل النصف من شعبان)

عناصر الخطبة:

١- الشحناء حرمان من مغفرة الله.

٢- تحريم العداوة والبغضاء.

٣–  السبيل إلى سلامة الصدور.        

٤- عبودية الدنيا سبيل البغضاء والعداوات.

 

الحمدُ للهِ ذي الجودِ والبركاتِ، برحمتِهِ يقبَلُ الطاعاتِ، وبعَفوِهِ يغفرُ الزلَّاتِ، وبلُطفِهِ يُقيلُ العَثَراتِ، وبرأفتِهِ يُطهِّرُ القلوبَ منَ الغِلِّ والعداواتِ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، السَّابقُ إلى الخيراتِ، صلَّى الله عليه وعلى آله وصَحبه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

أما بعد، فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ حقَّ التَّقوى، وراقبوهُ في السِّرِّ والنَّجوى، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.

عباد الله:

نحنُ في هذهِ الأيَّامِ على موعدٍ لعَرضِ أعمالِنا على ربِّ العالمينَ.

إنَّهُ مشهدٌ عظيمٌ، عندما تُعرَضُ أعمالُ العبادِ على اللهِ كلَّ أسبوعٍ يومَ الاثنينِ والخميسِ، وتُعرضُ على اللهِ كلَّ عامٍ في شهرِ شعبانَ، وفي كلِّ مرَّةٍ تُعرضُ الأعمالُ على اللهِ، يغفرُ سبحانهُ لعبادِهِ إلَّا لصنفَيْنِ منَ الناسِ.

أتدري مَنْ هُما الشَّقيّانِ اللَّذانِ استحقَّا ذاكَ الطَّردَ والحرمانَ؟

الأوَّلُ: عبدٌ مشركٌ باللهِ، والثَّاني: عبدٌ مُشاحِنٌ؛ أي: بينَهُ وبينَ أخيهِ شحناءُ، وهي العداوةُ والبغضاءُ من غيرِ وَجهٍ شرعيٍّ.

يقول النبي ﷺ: «تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ فِي كُلِّ يَوْمِ خَمِيسٍ وَاثْنَيْنِ، فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا». صحيح مسلم (٢٥٦٥)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. (١)

أمَّا عرضُ الأعمالِ على اللهِ في شعبانَ، فقدْ ذكرَ النبيُّ ﷺ فضلَ شعبانَ، فقالَ عنهُ: «هُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ». سنن أبي داود (٤٦٨١)، من حديث أبي أمامة، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٣٨٠). (٢)

إخوة الإسلام:

وفي ليلةِ النِّصفِ منْ شعبانَ يطَّلعُ اللهُ لخلقِهِ فيَرحَمُ ويَحرِمُ، يرحَمُ الموحِّدينَ المتوحِّدِينَ، وَيحرِمُ المشركينَ والمشاحِنينَ.

يقول النبيُّ ﷺ: «إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ». سنن ابن ماجه (١٣٩٠)، من حديث أبي موسى الأشعري، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه (١١٤٠). (٣)

البغضاءُ والشَّحْناءُ والعَداوةُ، منْ أخطرِ أمراضِ القلوبِ التي تَعْصِفُ بدينِ العبدِ، وتُذْهِبُ كلمةَ المسلمينَ، وتُضعِفُ شوكتَهمْ.

لذا وصفَها النبيُّ ﷺ بحالقةِ الدِّينِ؛ لأنَّها متى وقعتْ على قلبِ عبدٍ أذهبتْ دينَهُ وتقواهُ.

يقول النبيُّ ﷺ: «دَبَّ إِلَيْكُمْ دَاءُ الأُمَمِ قَبْلَكُمْ: الحَسَدُ وَالبَغْضَاءُ، هِيَ الحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعَرَ وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ». سنن الترمذي (٢٥١٠)، من حديث الزبير بن العوام، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (٢٨٨٨). (٤)

تلكَ البغضاءُ والعداوةُ التي تحمِلُ الإنسانَ على الحِقدِ والحسَدِ، والغِيبةِ والنَّميمةِ، والهَمْزِ واللَّمْزِ، والاحتقارِ والطَّعنِ والبُهتانِ، بلْ وربَّما حملتْهُ على القَتلِ والعُدوانِ، ولذا كانَ منْ أعظمِ مكائدِ الشيطانِ التحريشُ بينَ أهلِ الإسلامِ وإثارةُ العداوةِ والبغضاءِ بينهم.

يقول النبيُّ ﷺ: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ». صحيح مسلم (٢٨١٢)، من حديث جابر رضي الله عنه. (٥)

ولقدْ وَضعتِ الشَّريعةُ سِياجًا منيعًا منْ كلِّ ما مِنْ شأنِهِ أنْ يُثيرَ العداوةَ والبغضاءَ بينَ المسلمينَ، فحرَّمَ اللهُ الخمرَ والميسرَ، لأنَّهُ سبيلٌ للعداوةِ والبغضاءِ بينَ المسلمينَ.

قال الله: إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ ‌وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ[المائدة: ٩١]. 

وأمرَ اللهُ المؤمنينَ أنْ يقولوا أحسنَ الكلامِ وأجملَ العباراتِ، حتى لا يَنزَغَ الشيطانُ بينَهُم، فقال: وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ ‌يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا[الإسراء: ٥٣].

ونهى النبيُّ ﷺ عن التباغُض والتَّدابُر والتَّقاطُع، فقال: «لاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا، وَلاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ». صحيح البخاري (٦٠٦٥)، وصحيح مسلم (٢٥٥٨)، من حديث أنس رضي الله عنه. (٦)

عبادَ الله:

إنَّ حقيقةَ الإسلامِ استسلامُ القلبِ للهِ وإخلاصُهُ لهُ، وسلامةُ القلبِ تِجاهَ المسلمينَ.

لقد سأل رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ: مَا الْإِسْلَامُ؟ فقَالَ: «أَنْ يُسْلِمَ قَلْبُكَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَنْ يَسْلَمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِكَ وَيَدِكَ». مسند أحمد (١٧٠٢٧)، من حديث عمرو بن عبسة، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٥٥١). (٧)

إنَّ المؤمنَ سليمُ القلبِ والصَّدرِ تِجاهَ جميعِ المسلمينَ، ويُحِبُّ لكلِّ مسلمٍ ما يُحِبُّهُ لنفسِهِ، ويَكرهُ لكلِّ مسلمٍ ما يكرهُهُ لنفسِهِ.

ألم يقُل نبيُّنا ﷺ: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ، حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ»؟ صحيح البخاري سنن النسائي (٢٣٥٧)، من حديث أسامة بن زيد، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (١٠٢٢). (١٣)، وصحيح مسلم (٤٥)، من حديث أنس رضي الله عنه. (٨)

انظُر إلى حَبر الأمّة عبدِ اللهِ بن عباس رضي الله عنهما، وقد شتَمه رجلٌ يومًا فقال: «إِنَّكَ تَشْتُمُنِي وَفِيَّ ثَلَاثُ خِصَالٍ: إِنِّي لَآتِي عَلَى آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَوَدِدْتُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَعْلَمُونَ مِنْهَا مَا أَعْلَمُ، وَإِنِّي لَأَسْمَعُ بِالْحَاكِمِ مِنْ حُكَّامِ الْمُسْلِمِينَ يَعْدِلُ فِي حُكْمِهِ فَأَفْرَحُ بِهِ وَلَعَلِّي لَا أُقَاضِي إِلَيْهِ أَبَدًا، وَإِنِّي لَأَسْمَعُ بِالْغَيْثِ قَدْ أَصَابَ الْبَلَدَ مِنْ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ، فَأَفْرَحُ بِهِ، وَمَا لِي بِهِ مِنْ سَائِمَةٍ» المعجم الكبير (١٠/٢٦٦)، من رواية عبد الله بن بريدة، بإسناد صحيح. (٩)

المؤمنُ نقيُّ القلبِ منَ الغِلِّ والحسدِ، والكراهيَةِ والبَغضاءِ لكلِّ المسلمينَ، وهذا أفضلُ الناسِ عندَ ربِّ الناسِ.

سأل رجلٌ رسول الله ﷺ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ، صَدُوقِ اللِّسَانِ»، قَالُوا: صَدُوقُ اللِّسَانِ، نَعْرِفُهُ، فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ؟ قَالَ: «هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ، لَا إِثْمَ فِيهِ، وَلَا بَغْيَ، وَلَا غِلَّ، وَلَا حَسَدَ». سنن ابن ماجه (٤٢١٦)، من حديث عبد الله بن عمرو، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (٣٣٩٧). (١٠)

لكن، ما السبيلُ إلى نقاءِ القُلوبِ وصفائِها منَ الغِلِّ والبغضاءِ؟

أوَّلًا: أنْ يلجأَ العبدُ إلى اللهِ بأنْ يجعلَ قلبَهُ سليمًا.

لقد كان من دُعاء النبي ﷺ: «وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيما».المعجم الكبير (٧/٢٧٩)، من حديث شداد بن أوس، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (٣٢٢٨) (١١)

وكان يدعو الله قائلًا: «وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ صَدْرِي». سنن الترمذي (٣٥٥١)، من حديث عبد الله بن عباس، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (٢٦١٨). (١٢)، أي أخرج منه أيَّ ضغينةٍ لأيِّ مسلم.

وأوَّلُ منْ يجبُ أنْ تسلمَ قلوبُ المؤمنينَ لهمْ أصحابُ النبيِّ ﷺ، فقدْ أثنى اللهُ على الذينَ يأتونَ منْ بعدِ المهاجرينَ والأنصارِ، وصدورُهُم سليمةٌ لهمْ، فقال: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا ‌غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ[الحشر: ١٠].

السَّبيلُ هو أنْ يكونَ القلبُ سالمًا للهِ؛ أي خالصًا لهُ، ليسَ لهُ إرادةٌ إلَّا ما يُحبُّهُ ويريدُهُ منهُ مولاهُ، وإنَّما يَسلَمُ القلبُ للهِ بألَّا يكونَ فيهِ معبودٌ إلَّا هوَ سبحانهُ، فيكونُ حبُّهُ للهِ، وبغضُهُ للهِ، وعطاؤُهُ ومنعُهُ للهِ.

يقول النبيُّ ﷺ: «مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَعْطَى لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ، فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ». رواه أبو داود([١٣]).

إنَّ المُنطلَقَ في محبَّةِ المؤمنِ وبُغضِهِ أنَّهُ يُحبُّ للهِ ويُبغضُ للهِ، فكيفَ يُبغِضُ المؤمنُ مسلمًا آمنَ باللهِ وحدهُ لا شريكَ لهُ؟

ومنْ أعظمِ أسبابِ نقاءِ القلوبِ وطهارتِها منْ أدوائِها العملُ بشريعةِ اللهِ دونَ انتقاءٍ، فإنَّ اللهَ أخبرَ عنِ النصارى أنَّهُم لمَّا أعرضُوا عنِ العملِ بشريعةِ اللهِ ألقى بينَهُم العداوةَ والبغضاءَ، فقال: ﴿وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ ‌الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ [المائدة: ١٤] 

باركَ اللهُ لي ولكُم في القرآنِ العظيمِ، ونَفَعني وإيّاكم بما فيهِ من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ، وأَستغفرُ اللهَ لي ولكُم فاستغفِروهُ، إنَّه هو الغَفورُ الرّحيمُ.

 

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رَسُولِ الله، وعلى آلِهِ وصَحبِهِ ومَن والاهُ، وبعد:

إنَّ أعظمَ أسبابِ البَغضاءِ والعداوةِ بينَ المسلمينَ التَّنافُسُ على الدُّنيا، فعندما تعظُمُ الدُّنيا في النُّفوسِ يتقاتلُ عليها عُبَّادُها، فتَرى عبدَ الدُّنيا يكرهُ منْ يفوقُهُ فيها، سواءٌ كانتْ مَنْزلةً بينَ النَّاسِ، أوْ متاعًا حقيرًا منَ الدُّنيا.

هؤلاءِ إخوةُ يوسفَ، ما حملَهُمْ على كلِّ هذا الظُّلمِ لأخيهمْ وأبيهمْ إلَّا تلكَ الحَظْوةُ على الجاهِ عندَ الأبِ.

ها هوَ أميرُ المؤمنينَ عمرُ بنُ الخطَّابِ يُؤتى بينَ يديهِ بمالٍ عظيمٍ منَ الغنائمِ، فيبكي، فيُسألُ يا أميرَ المؤمنينَ! ما يُبكيك؟ فيقول: «إن هذا والله، ما أُعطِيَه قومٌ قطُّ إلا أُلقي بينهم العداوةُ والبغضاءُ». الزهد لأحمد (٥٩٨)، من رواية المسور بن مخرمة عن عمر، بإسناد صحيح. (١٤)

وإنَّ ممَّا يدفعُ ذلكَ عنْ قلبِ المؤمنِ إيمانَهُ بأنَّ اللهَ العليمَ الخبيرَ هوَ الرَّزَّاقُ، قسَمَ رزقَهُ بينَ خلقِهِ بحكمتِهِ ورحمتِهِ، ولوْ بسطَ لهُمُ الرِّزقَ لَبَغَوا في الأرضِ، وأنْ يعلمَ المؤمنُ أنَّ الدُّنيا ليستْ دارَ نعيمٍ، إنَّما هيَ دارُ ابتلاءٍ وتمحيصٍ، لا تُساوي عندَ اللهِ جناحَ بعوضةٍ، وأنَّ اللهَ قدْ يمنعُ الدُّنيا عنْ عبدِهِ؛ لأنَّهُ أرادَ بهِ الخيرَ لا لهوانِهِ عليهِ، وميزانُ الفضلِ عندَ اللهِ التَّقوى والعملُ الصَّالحُ.

اللَّهُمَّ انصُرِ الإسلامَ وأعِزَّ المسلمينَ، وأهْلِكِ اليهودَ المجرمينَ، اللَّهُمَّ وأنزِلِ السَّكينةَ في قلوبِ المجاهدينَ في سبيلِكَ، ونَجِّ عبادَكَ المستضعَفينَ، وارفعْ رايةَ الدِّينِ، بقُوَّتِكَ يا قويُّ يا متينُ.

اللّهُمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلِحْ أئمَّتَنا ووُلاةَ أمورِنا، واجعل وِلايتَنا فيمن خافَكَ واتّقاكَ واتّبعَ رِضاك.

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

 

 

شارك المحتوى: