عنوان الخطبة: فعل قوم لوط
عناصر الخطبة:
١- حكمة خلْق الذكر والأنثى.
٢- فاحشة قوم لوط.
٣- عقوبة قوم لوط.
٤- عقوبة مَن عَمِل عَمَل قوم لوط وحكم مَن استحلّه.
٥- نشاط الغرب في نشر فاحشة قوم لوط.
٦- وجوب إنكار المنكر.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله حقّ التقوى، وراقبوه في السر والنّجوى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.
عباد الله: قد جعلَ الله لنا في أخبارِ السابقين مُدَّكَرًا، وفي قَصصِهِم موعظةً ومُعتبَـرًا، وإنّ مِن أعظمِ أخبارِهم وأكثرِها ذكرًا في كتابِ الله تعالى، خبرَ قومِ لوطٍ عليه السلام، الذين استحلُّوا مِن الفواحشِ أخبثَها، ومِن الشهوات المحرّمةِ أخسَّها وأنجسَها.
إنّ الله تعالى خلقَ الزَّوجَين الذكرَ والأنثى، وركَّبَ في طِباعِ كلٍّ منهما الميلَ إلى الآخر، ثمّ نظّمَ الرّابطة بينهما بالزّواج، فالفِطَر السّليمة تسيرُ في هذا السبيل.
لكنّ أهلَ سَدُومَ وما حولَها من القُرى انتكَسَت فِطَرُهم، وارْتكسَت في حَمْأةِ الخُبث نفوسُهم، فتوجَّهَت شهوةُ رجالِهم إلى الذُّكرَانِ عِوَضًا عمّا خلقَ اللهُ لهم مِن أزواجِهم، ورأوا أنَّ لهم الحقَّ والحُرّيةَ في أن يفعلوا ما يشاؤون، ويختاروا ما يُريدون، وكانت هذه الفاحشةُ ممّا لم يعهدْهُ قبلَ ذلك بنو آدم، ولا خطر ببالهم، حتى فعله هؤلاء عليهم لعائن الله.
كيف لا وهو عَكسُ الفِطرةِ والطّبع! يقولُ الخليفةُ الأُمويُّ الوليدُ بنُ عبدُ الملك: لولا أنّ الله عز وجل قصّ علينا خبرَ قوم لوط، ما ظننتُ أن ذَكَرًا يعلُو ذَكَرًا!
فأرسل اللهُ إلى أهلِ سَدُومَ نبيَّه الكريمَ لوطًا عليه السلام، يُنذرُهم عذابَ الله، ويُنكرُ عليهم صنيعَهم الخبيث، ويُبيّنُ لهم إسرافَهم في العصيان، وعدوانَهم وطُغيانَهم، فما كان جوابَهم إلا أن هدّدُوه وتوعّدُوه، وقالوا: أخرِجوا آل لوطٍ مِن قريتِكُم، إنّهُم أُناسٌ يتطهّرون!
وكان أهلُ بيتِ لوطٍ عليه السلام هم المؤمنين وحدَهم في تلك القرية، إلا امرأتَه، فإنّها كانت على طريقةِ قومِها، ولما جاء الملائكةُ رُسلًا من الله إلى لوطٍ عليه السلام وكانوا على صورة رجالٍ حِسانِ الوجوهِ على أحسنِ هَيئاتِ الرّجال، مَالَت امرأتُه إلى قومها، تَدُلُّهم على أضيافِ زوجِها، فجاؤوا يُهرَعُون إليه، قد أسكرتْهم شهواتُهم، وقادتْهم شياطينُهم، قاتلهم الله وأخزاهم.
يقول الله تعالى عن إبراهيم عليه السلام -وهو عمّ لوط عليه السلام- مخبرًا عمّا جرى بينه وبين الملائكةِ مِن كلامٍ لمّا زارُوه قبل أن يذهبوا إلى لوطٍ عليه السلام: قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ * قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ * إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ * فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ * قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ * قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ * وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ * فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ * وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلَاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِينَ * وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ * قَالَ إِنَّ هَؤُلَاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحُونِ * وَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ * قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ * قَالَ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ * لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ * فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ * فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ * وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ.
وقال جلّ شأنه: وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ * أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ * وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ * قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ * وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ * إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ.
جازاهم الله، وهو القويُّ العزيزُ، شديدُ البطشِ والعِقاب، ذُو الانتقامِ والأخذِ الأليم، نعم، لم يُعاجلْهُم بالعقوبة، بل أمهلَهم وأخَّرهم، لعلّهم يرجعون ويتّبعون الرّسول، لكنّهم تحدَّوه وطالبُوه بالعذاب، وطغَوا على أمرِ الله، مع أنّهم عبيدُه المخلوقون له، الناعمون بِرِزقِه، الساكنون بأرضِه، فأنّى لهم التحرّرُ مِن شرعِه، وهم الفقراءُ إليه، الخاضعون لسلطانِه؟
فلمّا حقّ عليهم القول، وحضرَ أجَلُ العقوبة، نجّى اللهُ رسولَه لوطًا عليه السلام والمؤمنين من أهلِه في وقت السَّحَر، وأبقى الأرَاذلَ الفسَقَة، الخُبثاءَ الفَجَرَة، يُلاقُون في الصَّباح مصيرَهم الذي استوجبوه بأفعالهم، فَبِئس الصباحُ صباحُهم، وبِئس المصيرُ مصيرُهم.
عاقَبَهُم الله تعالى بما لم يُعاقِبْ به أحدًا مِن الأمم، لقد أرسلَ عليهم جبريلَ عليه السلام، فرفع بجناحِه الأيمنِ قُرى سَدُوم وما حولها، وكانت أربعَ قُرى، في كلٍّ منها قُرابةُ مئةِ ألفِ نفسٍ خبيثة، رفعَها حتى سمعَ أهلُ السماءِ نُباحَ كلابِهم وصياحَ دِيَكَتِهِم، ثمّ قلَبَها وخسفَ بها الأرض.
وأَرسلَ اللهُ على مَن كانَ مُسافرًا خارجَ القَريةِ منهُم حِجارةً من طِينٍ شديدٍ، منضودةً، أي متتابعةً بعضُها في إِثرِ بعض، مسوّمةً عند الله، أي معلّمةً مختومةً في السّماء، كلُّ حجرٍ عليه اسمُ صاحبِه الذي يُقتل به، حتى هلَكوا عن آخرِهم. قال تعالى: وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ. فليست هذه العقوبةُ بِبَعيدةٍ عن الظالمين، وهو سبحانه العزيزُ الحكيمُ، فأمرُه نافِذٌ، وعقابُه شديدٌ، ولئن أخَّرَه عن قومٍ فإنّ عذابَ الآخرةِ أشدُّ وأبقى، وأشقُّ وأَخزى. كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ.
إخوة الإيمان:
إنّ عملَ قومِ لوطٍ غايةٌ في الخُبثِ والخِسّة، وتمادٍ في الانحطاطِ والارتكاس، قد أجمعتِ الأمّةُ بل الشرائعُ كلُّها على تحريمِه، وأشدُّ مِن فِعلِه وارتكابِه: استحلالُه واستباحتُه.
فهذا العملُ الخبيثُ مِن أغلظِ الفواحش، وأكبرِ الكبائر، شدّدَ الله تعالى عقوبةَ صاحبِه، روى أحمد وأصحاب السنن عن ابنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: «مَنْ وَجَدْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ، فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالْمَفْعُولَ بِهِ»، وصحّحه الألباني.
وقال ابن القيم رحمه الله: «أطبق أصحابُ رسول الله ﷺ على قتله، لم يختلف منهم فيه رجلان، وإنّما اختلفت أقوالُهم في صفة قتلِه». فهذا حُكم الفاعل.
وأمّا من استحلّ هذا الفعل، ورأى أنه مباحٌ، فهذا -وإن لم يفعل- مُكذّبٌ بِصريحِ الوحي، وكلُّ مَن كذَّب الوحيَ الصريحَ فهو خارجٌ مِن مِلّةِ الإسلامِ بإجماعِ العلماء، منادٍ على نفسِه بالكُفرِ والانحلال.
فمَن ادّعى أنّ هذا الفعلَ حرّيةٌ شخصيّة، وأنّ للمرء الحقَّ في اختيارِه، فلِلذكرِ أن يختارَ شريكًا ذكرًا، ولِلأنثى أن تختار شريكةً أُنثى، فليس مسلمًا وإن صلّى وصام، لأنّ تكذيبَه بالقرآنِ يَنقُضُ ما يدّعيهِ مِن الإيمان، ويَشهدُ عليه بالجحود والكفران. عياذًا بالله من غضبه.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
عباد الله: إنّ مما ابتُليت به أُمّتُنا في هذا الوقت، ما تتعرّضُ له مِن قَصفٍ غَربيٍّ فِكريٍّ يُدَمّر ثوابتَها، ويُزلزل إيمانَ الضعفاءِ من أبنائِها، ويمحو هُويّتَها وكِيانَها.
إنّ الإلحادَ واللادينيّةَ في بلادِ الغربِ، لا تزالُ تنحدرُ بأهلِها في وِديانٍ سَحيقةٍ مِن الانحلالِ والبهيميّةِ والمهانَة، والتي لا تَفْتَأُ تُطَالِعُنا كلَّ مُدّةٍ بنوعٍ جديدٍ مِن الكُفرِ والفُجورِ والظلمِ والجهل.
وإنّ مما أنتجته لادينيّتُهم المقيتةُ الدعوةَ إلى شذوذِ قومِ لوط، فيما يسمّى بالمثليّة، تحت شعاراتٍ جوفاء، كالحرّيةِ وحقوقِ الإنسان.
وإنّ حقَّ الإنسانِ محكومٌ بشرعِ خالقِه وحقِّه سبحانه في الطاعةِ له والإذعان، لأنّ الأمرَ كلَّه لِمَن خَلَقَ ورزق، وأعطى وأغنى، فالحلالُ ما أحلّهُ الله، والحرامُ ما حرّمه الله، والدّين ما شرعه الله، والحكمُ ما حكمَ به الله، لا مُعقّبَ لحُكمِه، ولا رادَّ لِشرعِه، ألا له الخلقُ والأمرُ، تبارك اللهُ ربُّ العالمين.
والمسلمُ المعظّمُ لِربِّه لا بدّ أن يُنكرَ ما يَبلغُه من هذه الدعواتِ الفاجرة، التي تدعو إلى الانحلالِ من شِرعةِ ربِّ العالمين، وتنادي بالتخلّي عن كلِّ القِيَمِ والفضائل، وتُبدِّلها بالشُّذوذِ والرّذائل، قال ﷺ: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ». [رواه مسلم].
وإنّ المنكرَ متى سُكتَ عنه تمادى حتّى يَصيرَ أمرًا مألوفًا، بل حقًّا واجبًا، وحينئذ يَحِلُّ بالجميع غضبُ الجبّار، ولعنةُ الملكِ القهّار.
وإنّ من إنكار المنكر، اجتنابَ الأفلامِ الغربيّةِ والقنواتِ التغريبيّة، التي تُزيّنُ للناس استحلالَ المحرمات، وتدعوهم بتلطّفٍ ومكرٍ إلى نبذِ الإسلامِ وراءَ ظُهورهم، وتُحوّلُ المنكرَ المرذولَ إلى مألوفٍ مقبول، فتنطفئُ من القلبِ جَذوتُه، ويزولُ منه إيمانُه، ويتزلزلُ منه إيقانُه.
وعلى الوالدِ والمربّي والمسؤولِ أن يغرِسَ نكارةَ المنكرِ في قلوبِ الناشئةِ والشباب، حتّى تَنبُوَ النفوسُ عنه، ولا يجرؤَ على إظهاره فاجرٌ مريض، أو على الدعوةِ إليه شيطانٌ مريد.
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ، وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم أعنّا ولا تُعن علينا، وانصُرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسّر الهدى لنا، وانصرنا على من بغى علينا، اللهم وفّق وليّ أمرنا لِمَا تُحِبُّ وترضى، وخُذ بناصيته للبِرِّ والتقوى. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عباد الله: اذكروا الله ذكرا كثيرًا، وسبّحوه بكرة وأصيلًا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.