عنوان الخطبة: السياحة والسفر.. أحكام وتنبيهات
عناصر الخطبة:
١- الإسلام دين شامل.
٢- الفسحة في دين الله.
٣- فوائد السفر.
٤- أحكام وتنبيهات للسائحين.
الحَمدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحَلَّ لَنَا الطَّيِّبَاتِ، وَحَرَّمَ عَلَينَا الخَبَائِثَ وَالمُنكَرَات، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَفَّقَ الصَّالِحِينَ إِلَى صُنُوفِ الحَسَنَاتِ فِي حِلِّهِمْ وَتَرحَالِهِم، وَأَذِنَ لَهُم بِالسَّيرِ فِي الأَرضِ وَسَخّرَ لَهُم مَا يُعِينُهُم عَلَى أَسفَارِهِم، وَأَشهَدُ أَنّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ وَأَتبَاعِهِم، أَمّا بَعدُ:
فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ حَقّ التَّقوَى، وَرَاقِبُوهُ فِي السِّرِّ وَالنَّجوَى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُسلِمُون.
أَيُّهَا الـمُسلِمُونَ:
لَقَد جَاءَ الإِسلَامُ دِينًا شَامِلًا لِجَمِيعِ مَنَاحِي الحَيَاةِ، يَجِدُ الإِنسَانُ فِيهِ صَلَاحَ قَلبِه وَعَقلِه، وَيُحَقِّقُ بِهِ حَاجَاتِ جَسَدِه وَرُوحِه، وَيَأمَنُ بِهِ عَلَى نَفسِهِ وَعِرضِهِ وَمَالِهِ.
وَمِن جَمَالِ الإِسلَامِ وَكَمَالِهِ أَنَّهُ أَمَرَ بِإِعطَاءِ الجَسَدِ حَقّهُ، وَإِعطَاءِ الأَهلِ حَقّهُم، وَإِعطَاءِ الضَّيفِ حَقّهُ، بَلْ وَإِعطَاءِ كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقّهُ.
فَعَن عَبدِ اللهِ بنِ عَمرِو بنِ العَاصِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ ﷺ: «يَا عَبدَ اللهِ، أَلَـمْ أُخبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيلَ؟ فَقُلتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَلَا تَفعَلْ، صُمْ وَأَفطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِعَينِكَ عَلَيكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوجِكَ عَلَيكَ حَقًّا، وَإِنّ لِزَورِكَ -أي: ضيفك الزائر لك- عَلَيكَ حَقًّا». رَوَاهُ البُخَاريّ وَمُسلِم.
وَحِينَ رَأَى النَّبِيُّ ﷺ الحَبَشَةَ يَلعَبُونَ، قَالَ: «لِتَعلَمَ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسحَةً، إِنِّي أُرسِلتُ بِحَنِيفِيَّةٍ سَمْحَةٍ». رَوَاهُ أَحمَدُ.
وَهَذَا يُبَيّنُ وَسَطِيّةَ الإِسلَامِ بَينَ غُلُوِّ الغَالِينَ وَجَفَاءِ الجَافِينَ، فَلَيسَ فِيهِ رَهبَانِيّةٌ وَتَبَتّلٌ وَانقِطَاعٌ عَنِ الدُّنيَا، وَلَيسَ فِيهِ كَذَلِكَ لَهوٌ وَلَعِبٌ يَشغَلُ عَن عِبَادَةِ اللَّهِ وَالقِيَامِ بِحَقّهِ سُبحَانَهُ.
عِبَادَ اللَّهِ:
وَمِمّا أَبَاحَهُ الإِسلَام: السَّفَرُ وَالسِّيَاحَةُ، وَذَلِكَ يُحَقِّقُ لِلمُسلِمِ فَوَائِدَ مُتَنَوِّعَةً، مِنهَا:
أَوَّلًا: التَّروِيحُ عَن النَّفسِ، وَالتَّخفِيفُ عَنهَا، حَتَّى لَا تَـمَلّ الطَّاعَاتِ، وَقَد قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «عَلَيكُم مَا تُطِيقُونَ مِنَ الأَعمَالِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا» مُتَّفَقٌ عَلَيهِ، وَقَالَ ﷺ: (وَلَكِنْ يَا حَنظَلَةُ سَاعَةٌ وَسَاعَةٌ) رَوَاهُ مُسلِمٌ.
وَهَذَا التَّروِيحُ إِنَّمَا يَكُونُ مَندُوبًا إِلَيهِ فِي حَقّ مَنْ أَجْهَدَ نَفسَهُ بِالطَّاعَاتِ، وَدَاوَمَ عَلَى القُرُبَاتِ. أَمّا مَن يَعِيشُ فِي حَيَاتِهِ لَاهِثًا وَرَاءَ الدُّنيَا وَمَلَذّاتِهَا، فَأَيُّ تَروِيحٍ يُرِيدُ بَعدَ هَذَا؟
ثَانِيًا: الِاعتِبَارُ بِعُقُوبَاتِ اللَّهِ لِلأُمَمِ المَاضِيَةِ، قَالَ تَعَالَى: قُل سِيرُوا فِي الأَرضِ فَانظُرُوا كَيفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُجرِمِينَ﴾، فَإِذَا مَرّ المُسلِمُ بِدِيَارِ القَومِ المُعَذّبِينَ اتّعَظَ وَاعتَبَرَ، وَخَافَ وَادّكَرَ، وَقَد جَاءَ عَن ابنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، أَنّ النَّبِيَّ ﷺ لَمَّا مَرَّ بِالحِجرِ -وَهِيَ مَسَاكِنُ ثَمُودَ- قَالَ: «لَا تَدخُلُوا مَسَاكِنَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُم إِلَّا أَن تَكُونُوا بَاكِينَ أَن يُصِيبَكُم مَا أَصَابَهُم». رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ.
ثَالِثًا: التَّفَكّرُ فِي مَخلُوقَاتِ اللَّهِ تَعَالَى، وَفِيمَا أَبدَعَهُ فِي هَذَا الكَونِ الفَسِيحِ مِن جِبَالٍ شَاهِقَةٍ، وَطَبِيعَةٍ خَلّابَةٍ، وَزُرُوعٍ وَثِمَارٍ، وَعُيُونٍ وَأَنهَارٍ، فَيَتَذَكّرُ الـمُسلِمُ عَظَمَةَ الرَّبِّ سُبحَانَهُ، وَيَشتَاقُ إِلَى نَعِيمِ الجَنَّةِ الَّذِي هُوَ فَوقَ هَذَا النَّعِيمِ، وَيَتَذَكّرُ قَولَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلّ فِي الحَدِيثِ القُدسِيّ: (أَعْدَدْتُ لِعِبَادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَينٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلبِ بَشَرٍ)، وَمِصدَاقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ: فَلَا تَعلَمُ نَفسٌ مَا أُخفِيَ لَهُم مِن قُرَّةِ أَعيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعمَلُونَ. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
عِبَادَ اللَّهِ:
إِنّ السَّفَرَ لِلسِّيَاحَةِ صَارَ عِندَ بَعضِ النَّاسِ يَعنِي التَّوَسُّعَ فِي الأَسفَارِ بِلَا قَيدٍ أَو اعتِبَارٍ، وَالإِقبَالَ عَلَى الـمَلَذَّاتِ وَالشَّهَوَاتِ دُونَ اتّعَاظٍ أَو ادّكَارٍ، فَلَا هَمَّ لِلسَّائِحِ إِلَّا تَعدَادَ البِلَادِ المَزُورَةِ، وَالتِقَاطَ الصُّوَرِ فِي المَقَامَاتِ وَالأَمكِنَةِ المَشهُورَةِ، وَلَا يَهُمُّ بَعدَ ذَلِكَ إِن كَانَ السَّفَرُ لِبِلَادِ الكُفَّارِ أَو غَيرِهَا، أَو إِن كَانَ المَكَانُ الَّذِي يَذهَبُ إِلَيهِ مَكَانًا لِلفِسقِ وَالفُجُورِ وَالتَّعَرّي وَشُربِ الخُمُورِ أَو لَا.
فَاحذَرُوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَن تَكُونَ أَسفَارُكُم فِي مَعصِيَةِ اللَّهِ، وَاحفَظُوا أَديَانَكُم وَأَعمَالَكُم، وَلَا تُبطِلُوهَا بِالمَعَاصِي وَالمُنكَرَاتِ.
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُم فِي القُرآنِ وَالسُّنَّةِ، وَنَفَعنَا بِمَا فِيهِمَا مِن الآيَاتِ وَالحِكمَةِ، أَقُولُ قَولِي هَذَا وَأَستَغفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُم فَاستَغفِرُوهُ، فَيَا فَوزَ المُستَغفِرِينَ.
الخطبة الثانية
الحَمدُ لِلَّهِ وَحدَهُ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ وَمَن وَالَاهُ، وَبَعدُ:
عِبَادَ اللَّهِ:
مَعَ تَأَهُّبِ كَثِيرٍ مِن النَّاسِ لِلسَّفَرِ فِي هَذِهِ الأَيَّامِ يَحسُنُ بِنَا أَن نَقِفَ وَقَفَاتٍ نَذكُرُ فِيهَا أَحكَامًا وَتَنبِيهَاتٍ لِقَاصِدِي السِّيَاحَةِ وَالأَسفَارِ:
أَوَّلًا: كَثرَةُ الأَسفَارِ دُونَ سَبَبٍ مِن جُملَةِ الشَّوَاغِلِ الَّتِي تُشَوّشُ عَلَى القَلبِ، وَقَد قَالَ ﷺ: «السَّفَرُ قِطعَةٌ مِن العَذَابِ، يَمنَعُ أَحَدَكُم نَومَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ، فَإِذَا قَضَى أَحَدُكُم نَهمَتَهُ مِن سَفَرِهِ، فَليُعَجِّلْ إِلَى أَهلِهِ». مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. فَيَنبَغِي لِلعَبدِ أَن تَكُونَ أَسفَارُهُ قَاصِدَةً.
ثَانِيًا: لِتَكُن فِي أَسفَارِكَ وَفِي سِيَاحَتِكَ مُحَافِظًا عَلَى حُدُودِ اللَّهِ، وَلْتَكُن سِيَاحَتُكَ سِيَاحَةً مَحمُودَةً مُقَرّبَةً مِن اللَّهِ، خَالِيَةً مِن الذُّنُوبِ وَالمُحَرَّمَاتِ، تُحَافِظُ فِيهَا عَلَى الطَّاعَاتِ، وَتَتَزَوّدُ فِيهَا بِالحَسَنَاتِ، وَتَذكَّرْ أَنَّكَ إِن كُنتَ سَافَرتَ اتِّقَاءً لِحَرِّ الشَّمسِ فَإِنّ نَارَ الآخِرَةِ أَشَدُّ حَرًّا. وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الحَرِّ قُل نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَو كَانُوا يَفقَهُونَ.
ثَالِثًا: لِتَكُن سِيَاحَتُكَ بَعِيدَةً عَن بِلَادِ الكُفَّارِ، فَإِنَّ السَّفَرَ لِبِلَادِ الكُفرِ لِمُجَرَّدِ السِّيَاحَةِ مُحَرَّمٌ شَرعًا، وَقَد قَالَ ﷺ: «أَنَا بَرِيءٌ مِن كُلِّ مُسلِمٍ يُقِيمُ بَينَ أَظهُرِ المُشرِكِينَ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لِـمَ؟ قَالَ: «لَا تَرَاءَى نَارَاهُمَا». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرمِذِيُّ. وَمَعنَى: «لَا تَرَاءَى نَارَاهُمَا» أنّه لَا يُميَّز المسلِمُ وَلَا يُعرَفُ إِذَا أَقَامَ بِأَرضِ المُشرِكِينَ. وَقَالَ ﷺ: «مَنْ جَامَعَ المُشرِكَ وَسَكَنَ مَعَهُ فَإِنَّهُ مِثلُهُ». رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.
وَإِنّ مِنَ الغِشِّ لِلأَهلِ وَالأَولَادِ أَن يُذهَبَ بِهِم إِلَى بِلَادٍ يُعصَى اللَّهُ فِيهَا جِهَارًا بُكرَةً وَعَشِيَّةً، وَيُكفُرُ بِهِ سُبحَانَهُ، فَيَرَونَ وَيَسمَعُونَ مِن البَلَايَا وَالرَّزَايَا مَا يَقتُلُ غَيرَتَهُم، وَيُذهِبُ مُرُوءَتَهُم، وَقَد قَالَ ﷺ: «كُلُّكُم رَاعٍ، وَكُلُّكُم مَسئُولٌ عَن رَعِيَّتِهِ». مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
رَابِعًا: لَا يَجُوزُ زِيَارَةُ مَعَابِدِ الكُفَّارِ، وَلَا الأَمَاكِنِ الَّتِي يُشرِكُونَ فِيهَا مَعَ اللَّهِ غَيرَهُ، وَلَا حُضُورُ طُقُوسِهِم، وَلَا مُشَارَكَتُهُم أَعيَادَهُم، وَلَا نَشرُ صُوَرِ ذَلِكَ، وَقَد قَالَ تَعَالَى: فَاجتَنِبُوا الرِّجسَ مِنَ الأَوثَانِ وَاجتَنِبُوا قَولَ الزُّورِ * حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيرَ مُشرِكِينَ بِهِ، وَقَالَ تَعَالَى فِي صِفَاتِ عِبَادِ الرَّحمَنِ: وَالَّذِينَ لَا يَشهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغوِ مَرُّوا كِرَامًا، فَهُم لَا يَحضُرُونَ أَمَاكِنَ الزُّورِ، وَمِنهَا: مَعَابِدُ المُشرِكِينَ وَأَعيَادُهُم.
وَقَد جَاءَ عَن عُمَرَ رضي الله عنه أَنّهُ قَالَ: «لَا تَدخُلُوا عَلَى المُشرِكِينَ فِي كَنَائِسِهِمْ يَومَ عِيدِهِم، فَإِنَّ السَّخْطَةَ تَنزِلُ عَلَيهِم». رَوَاهُ البَيهَقِيُّ.
فَاحرِصْ عَلَى أَن تَكُونَ سِيَاحَتُكَ فِي بِلَادِ المُسلِمِينَ الَّتِي تَظهَرُ فِيهَا شَعَائِرُ الإِسلَامِ، وَلَا يُجَاهَرُ فِيهَا بِالفِسقِ وَالعِصيَانِ.
ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى المَبعُوثِ رَحمَةً لِلعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحبِهِ أَجمَعِينَ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسأَلُكَ فِي أَسفَارِنَا البِرَّ وَالتَّقوَى، وَمِنَ العَمَلِ مَا تَرضَى، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسأَلُكَ رِضَاكَ وَالجَنَّةَ، وَنَعُوذُ بِكَ مِن سَخَطِكَ وَالنَّارِ، اللَّهُمَّ أَعِنّا عَلَى ذِكرِكَ وَشُكرِكَ وَحُسنِ عِبَادَتِكَ. اللَّهُمَّ وَفّقْ وَلِيّ أَمرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلبِرِّ وَالتَّقوَى. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
عِبَادَ اللَّهِ: اُذكُرُوا اللَّهَ ذِكرًا كَثِيرًا، وَسَبِّحُوهُ بُكرَةً وَأَصِيلًا، وَآخِرُ دَعوَانا أَنِ الحَمدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ.